ممدوح اسماعيل المحامي يكتب: السيسى فى قطر..صادمة أم واقع؟
فى زيارة لافتة لوزير الخارجية القطرى لمصر قابل فيها السيسى أدلى بتصريح يجب التوقف معه كثيرا حيث قال: السيسى يمثل( الشرعية المنتخبة) فى مصر، ونحترم المؤسسات المصرية، وقدم للسيسى دعوة رسمية لزيارة قطر
البعض فى المعارضة المصرية كان التصريح صادما له
ولكن الحقيقة ان الموقف القطرى من سنوات تعامل عمليا مع السيسى كرئيس لمصر وجاء امير قطر لمصر فى مؤتمر دولى قبل مؤامرة الحصار واستقبله السيسى كرئيس
وقناة الجزيرة ذات السقف العالى تصف السيسى بالرئيس
وهو تعامل مع الواقع
لكن البعض يرى أن ألفاظ الوزير القطرى (الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثانى) كانت ممكن ان تكون اقل من تلك الألفاظ الصادمة (الشرعية المنتخبة) التى احتفل بها عمرو اديب
فالكل يعرف كيف تم الانقلاب العسكرى على نظام شرعى منتخب حقيقيا وكيف يتم تزوير الانتخابات فى مصر ولكن فاتهم ان الوزير ليس من المعارضة المصرية وإنما وزير يمثل دولة لها مصالحها
ولكن المشكلة الكبرى فى من تصدر إدارة المعارضة المصرية سياسيا واعلاميا.
حتى لاندفن رؤسنا فى الرمال اتوقف مع نقاط هامة :
1_لايخفى الدعم القطرى لثورة 25 يناير وحكم الرئيس محمد مرسى رحمه الله وكان دعما مبنيا على آمال استغلال الحالة الثورية فى دولة جديدة
2_ثم بعد الانقلاب العسكرى لايخفى دعم قطر للمعارضة المصرية اعلاميا وسياسيا وكانت قناة الجزيرة تقوم بثورة اعلامية لاتخفى على احد وكان الدعم قويا بسبب حالة الغضب القوية من ظلم ودموية الإنقلاب فى الشارع المصرى.
3__كان امل الدعم القطرى فى جماعة الاخوان وثقلهم الجماهيرى، لكنهم خيبوا الآمال بالخلافات والانقسامات التى اظهرت حالة من غياب القيادة الحكيمة تماما وتولية اشخاص ضعاف الخبرة والحكمة، فانعكس ذلك على ضعف حالة المعارضة فى الداخل المصرى
4_دخول ( أيمن نور) لحالة المعارضة المصرية بالخارج، مدعوما من تيار قطرى لخلق حالة سياسية ليبرالية منعا للتخويف من الإسلامية، لم تستفد منه المعارضة المصرية فى الداخل، وفشل تمامآ فى توحيد حالة المعارضة في الخارج بكافة أطيافها، لأنه صنع “حالة شخصية مصلحية” لأيمن نور فقط !!
5_مع كل انواع الدعم القطرى لم تستطع المعارضة المصرية توحيد صفوفها، ولا عملها بخطة استراتيجية، بسبب سيطرة فريق(محمود حسين وابراهيم منير وايمن نور) الذي قفز على المشهد وقفز على الدعم القطرى ومع ذلك لم يقدم غير برامج توك شو ومؤتمرات وبيانات نخبوية وكان أكبر دلالة على وصولهم لمرحلة الإفلاس اعتمادهم على فيديوهات (محمد على) وتحريكه لحالة غضب
وهو الشخص وهم جماعة!
وهو عديم الثقافة السياسية وهم يدعون الخبرة السياسية!
ومع ذلك مع نجاحه فى تحريك الماء الراكد انكشفت حالة من الاستغلال من بعض المعارضين فضحهم محمد على ذاته
6_لانحاسب قطر مطلقا على ما وصل إليه حال المعارضة المصرية من فشل بل نشكرها على ماقدمت حتى الآن..(وان كان لنا كلمة فى عدم رؤيتها الصحيحة للأشخاص)
7_الواقع اثبت مع الأسف رغم التضحيات الرهيبة التى لم تحدث فى التاريخ الحديث لمصر من شهداء واسرى ومطاردين لكن السيسى والعسكر تمكنوا من حكم مصر لأسباب كثيرة منها القوة الباطشة الدموية ودعم امريكا والغرب ( وإسرائيل) لكن هذا هو الواقع والسياسة، وحكم الدول ليس فيه بكائيات ولا لطميات إنما عمل مع الواقع
ويبقى :
رغم كل ذلك فمازال السيسى شخصية فاشلة فى كل المجالات بقدر الله سبحانه وتعالى وليس باسباب المعارضين
ولكن الحكم كما قال ابن خلدون قوة وسلاح وجند ومال وهذا مايتحقق للسيسى
لاينكر ان غالبية المعارضة شريفة ضحت بالكثير جدا ولكن “سوس مرتزقة السياسة ينخر فى جسدها العظيم” كحال كل معارضة سياسية..(ونحن لانحاسب أحدا فى مقالنا بل نرصد وننصح لله.. والله سيحاسب الجميع)
وإذا ما أراد شرفاء المعارضة التغيير فلابد من تغيير من فشلوا .. فلايعقل ان يبقى عامل فاشل فى كافيتريا ويبقى اشخاص فشلوا فى كيان مفروض أنه للتغيير فى دولة !!!!!!
الحقيقة ان تحقيق ذلك صعب وسيطرة مرتزقة السياسة يؤدى لليأس.. ولكنه السبيل الوحيد للتغيير، فكما جاء محمد على بحركة تحريك لأنه جديد، لابد من “تجديد فى الأشخاص والرؤية والعمل”، وإلا سيبقى الوضع على ماهو عليه وعلى المتضرر البكاء .
واخيرا : قطر تُشكَر على دورها حتى الآن بحدود قدراتها، ولكنها لن تسلم أحدا من المطلوبين فهى مشكورة لأنها لم تفعل ذلك من قبل مع (جبهة الإنقاذ الجزائرية) ولا مع (طالبان الأفغانية)، إنما قامت بدور فى تسهيل المفاوضات والتصالح.
فاذا كانت ستقوم به الآن فى مصر، فإن نصيحتى: ابعدوا فشلة ثمان سنوات عن أى تفاوض، ولابد إن تم ذلك من انتخاب مجموعة من المعارضة جديدة وبعيدة عن تربيطات المرتزقة واستقطاب الأموال.
ممدوح اسماعيل المحامي
برلماني سابق فى برلمان الثورة 2012
من أبرز وجوه التيار الاسلامي فى الخارج
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
المقالات المنشورة تعبر عن رأي صاحبها، ولا تعبر بالضرورة عن موقع الشادوف أو سياساته التحريرية