مراقبون: مؤشرات جديدة على توتر مكتوم بين القاهرة والرياض..إيه الحكاية ؟!

0 1٬520

فيما اعتبره مراقبون بمثابة مؤشر جديد على تصاعد التوتر المكتوم بين القاهرة والرياض، أعلنت السلطات السعودية، اليوم الاثنين، عن قيامها بالقبض على “مقيمة شابة من الجنسية المصرية ظهرت في بث في أحد مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث مع سيدة أخرى ( لم تحدد جنسيتها ) بما وصفته بـ “مضامين وإيحاءات جنسية من شأنها المساس بالآداب العامة في البلاد”.

وبحسب مقطع فيديو نشره الحساب الرسمي للأمن العام السعودي على تويتر: “قبضت شرطة منطقة الرياض على مقيمة من الجنسية المصرية ظهرت في بث في أحد مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث مع أخرى بمضامين وإيحاءات جنسية من شأنها المساس بالآداب العامة”. وأضاف الفيديو أنه “جرى إيقاف المقيمة واتخاذ الإجراءات النظامية بحقها وإحالتها إلى النيابة العامة”، فيما لم يشر البيان السعودي الى السيدة الأخرى التي شاركتها فى الحديث المتبادل الموصوف باحتوائه على مضامين وإيحاءات جنسية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ( تيك توك ).

جاءت تلك الإشارة المفضوحة الى (شابة مصرية) كانت على الأرجح تتحدث في بث حي مع مواطنة سعودية بما يؤكد أنهما صديقتان، عقب أيام من حادث مصرع الطبيب الصيدلي المصري ( أحمد محمد حاتم ماضي)، ابن محافظة المنوفية مركز الشهداء، المقيـم بالسعودية بمدينة سكاكا بإقليم الجوف شمال غرب المملكة، إثر إطلاق أعيرة نارية عليه من سيدة سعودية لا تزال مجهولة الهوية حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

وفيما شكلت حادثة الصيدلي المصري استفزازا للرأي العام المصري وقام إعلاميون مصريون بالتعبير عن غضبهم جراء تكتم السلطات السعودية على هوية القاتلة السعودية للمواطن المصري، كشفت صحيفة ( أخبار الخليج ) التي تصدر من المنامة عاصمة دولة البحرين ان القاتلة هي شقيقة تركي آل الشيخ الصديق المقرب لولي العهد محمد بن سلمان ورئيس هيئة الترفيه السعودية والمستشار بالديوان الملكي السعودي.

وشككت الاعلامية المصرية (سمية الجنايني ) في المعلومات الأولية التي صدرت عن الجانب السعودي حول سبب قيام ( القاتلة المجهولة ) بالخروج وإحضار السلاح الناري والدخول مجددا للصيدلية التي يعمل بها الصيدلي المصري ومباغتته بثلاث رصاصات في ظهره أدت لوفاته فى الحال، ورجحت الجنايني في فيديو على قناتها على اليوتيوب أن تكون القاتلة السعودية المجهولة حتى الآن مدمنة وأن رفض الصيدلي المصري صرف عقاقير مخدرة لها هو الذي دفعها لقتله بخلاف الرواية الرسمية السعودية التي أكدت رفض الصيدلي منحها مضاد حيوي !

وأفادت الصحف المصرية والسعودية أن قوات الشرطة السعودية تمكنت على الفور من إلقاء القبض على المتهمة بقتل الصيدلي المصري، وتباشر التحقيق معها حاليا، دون توافر أية معلومات عن تلك السيدة التي يبدو أن لديها نفوذا كبيرا يمنع وسائل الاعلام المحلية السعودية من الكشف عن تفاصيل اسمها وعائلتها.

ولم تكشف السلطات السعودية حتى ساعة نشر هذا التقرير أي تفاصيل بشأن هوية القاتلة التي تحدثت وسائل إعلام مصرية عن القاء القبض عليها من قبل الشرطة السعودية، فيما ذكرت أخرى أنها سلمت نفسها للسلطات بعد تنفيذها لعملية القتل. وبعد وقت قصير من الخبر المسرب عن هوية القاتلة وأنها شقيقة تركي آل الشيخ تم تسريب معلومات غير مؤكدة أيضا أن آل الشيخ قام ببيع كافة ممتلكاته وقصوره في مصر، بما يفيد انه قام بتصفية وجودة المادي والسياسي في مصر.

ووفقا لمراقبين مصريين تحدث معهم موقع الشادوف، استمر ظهور المزيد من المؤشرات على هذا التوتر المكتوم بين القاهرة والرياض، غير المعروف أسبابه على وجه الدقة، مع استبعاد كون تلك الأحداث العارضة سببا فى توتر العلاقات وهذا التصاعد في المؤشرات الصادرة عن الجانبين.

وأكدت المصادر أن إعلان الاعلامي المصري عمرو أديب المقرب من النظام المصري والذي يعمل في قناة ( إم بي سي مصر) السعودية عن قرب اعتزاله العمل الاعلامي قبل نهاية العام 2022 الجاري وربما قبل ذلك، الى إثارة تكهنات تفيد بإمكانيات وجود خلافات مستحكمة ربما تؤدي لحدوث ضغوط من الجانب السعودي على الجانب المصري بمثل تلك التلميحات من أديب وغيره من الاعلاميين.

وقال إعلاميان مصريان ان مفاوضات إنشاء قناة إخبارية مصرية كبرى لمنافسة قناة الجزيرة القطرية تنطلق من القاهرة بتمويل سعودي تواجه الكثير من العقبات وأهمها رفض الجانب السعودي اقتصار العمل الجديد في القناة على الشبان من خريجي أكاديمية التدريب والتنمية التي تتولي الاشراف على مؤتمرات الشباب التي يرعاها السيسي وكذلك الحوار الوطني المصري.

وفيما رفض مصدر مطلع الكشف عن هويته، قال لموقع ( الشادوف) إن موضوع المطربة المصرية آمال ماهر كان آخر المسامير التي تم دقها في نعش الوجود المادي المتزايد لتركي آل الشيخ في مصر والذي وصفه المصدر بوصف ( شوال الرز) وهو اللقب الذي يطلقه عليه المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد أعلنت شركة تذكرتي، المملوكة لجهاز المخابرات العامة المصري، عن حفل غنائي تحييه آمال ماهر، بعد فترة غياب طويلة وشائعات حول اختفائها. وتعود آمال ماهر لمقابلة الجمهور في 29 يوليو/ تموز الحالي، في مدينة العلمين الجديدة (أرينا).

ونشرت “تذكرتي” عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك” تفاصيل الحفل في منشور جاء فيه: “استعدوا لليلة خيالية! انتظروا عودة ملكة الغناء آمال ماهر في أقوى حفلة في صيف 2022 في العلمين أرينا يوم الجمعة 29 يوليو… انتظروا تفاصيل الحجز قريباً”.

وتصدرت ماهر محركات البحث على مواقع التواصل في مصر الشهر الماضي، بعد نشر صفحتها الرسمية بعض الصور “الممولة” لها أمام البحر، بدعوى قضاء عطلتها في إحدى القرى السياحية، في أول ظهور لها بعد عام من إعلان اعتزالها الغناء، وهو ما دفع كثيراً من المتابعين إلى المطالبة بظهورها في بث مباشر على صفحتها للاطمئنان عليها.

ولاحقاً، انتشرت بعض الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي التي تفيد باحتجاز المغنية المصرية وتدهور حالتها الصحية، على خلفية ما رُوج بشأن زواجها من رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية تركي آل الشيخ، ثم خلافهما، وما نتج عن ذلك من إقصاء لها عن الساحة الفنية، وحذف أرشيفها الفني بالكامل من المنصات الموسيقية.

يذكر أن ماهر (37 عاماً) حررت بلاغاً برقم 4410 لسنة 2018 في قسم شرطة المعادي، جنوبي القاهرة، تتهم فيه آل الشيخ بـ”التعدي عليها بالضرب على وجهها أمام منزلها في ضاحية المعادي الراقية”، مستندةً إلى شهادة أفراد ارتكاز أمني مجاور لمسكنها.

وطالبت ماهر في بلاغها بـ”اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه واقعة الاعتداء، وأخذ تعهد على آل الشيخ بعدم التعرض لها، أو لعائلتها، مرة أخرى”. ورافقها شقيقها لعمل تقرير طبي في المستشفى آنذاك، يفيد بإصابتها بكدمة في عينها اليسرى، بعد أن “لكمها” آل الشيخ.

ويشير المراقبون الى أن قمة جدة التي شارك فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن وحضرها السيسي مع قادة العراق والأردن الى جانب زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الست طيا لصفحة التوتر بشأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقللت من أهمية الدور المصري كقناة بين السعوديين ودول الاتحاد الأوروبي التي التزمت باتخاذ إجراءات حال زيارة بن سلمان لإحدى دول الحلف استنادا الى الموقف الأميركي المتشدد منه.

وفيما لم يزر بن سلمان أية دولة عضوا فى الاتحاد الأوروبي منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول يوم 2 أكتوبر من العام 2018، أعلنت وزارة الخارجية اليونانية، بعد أقل من أسبوع على انعقاد قمة جدة أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سيزور اليونان في 26 يوليو/تموز الجاري للقاء رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، وذلك في أول زيارة له لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي منذ مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في 2018.

وتأتي الزيارة بعد نحو أسبوع من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية، والتي انتهت إلى إعلان البلدين عن التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية.

ووفقا لدراسة نشرها المركز العربي للأبحات والسياسات فإن زيارة بايدن إلى المنطقة تعد تطويرًا لمقاربة إدارته في السياسة الخارجية، التي ركّزت على احتواء الصين، باعتبارها الخصم الاستراتيجي الرئيس للولايات المتحدة في آسيا، وقد جاء ذلك على حساب وجود واشنطن في مناطق أخرى من العالم، مثل أوروبا والشرق الأوسط.

وتشير دراسات أخرى يعتبرها البعض غير محايدة الى وجود صراع كبير بين القاهرة والرياض على خلفية استغلال احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي فى مناطق البحر الأحمر. وتنبأت ورقة استخباراتية إماراتية بإنفجار ما وصفته بــ” الصراع الكامن” بين السعودية ومصر على الاستفادة من مخزونات الغاز الطبيعي فى البحر الأحمر مما سيكون له تداعيات اقليمية ودولية ربما تؤثر على مصالح شركات عالمية كبرى إضافة الى العديد من بلدان المنطقة والعالم ومن بينها الإمارات.

كما يشير مراقبون الى خلافات مصرية- سعودية-إماراتية بخصوص موقف الرياض وأبو ظبي من الأحداث الأخيرة فى السودان وميلهما للضغط على العسكر السودانيين لتقديم المزيد من التنازلات للشركاء المدنيين فى الحكم وهو ما ترفضه القاهرة وتعتبره أمرا مقلقا للغاية بل ويهدد الأمن المصري، وهي المخاوف التي لم تكترث الرياض وأبو ظبي بها رغم إثارتها على أعلى المستويات بين الجانبين.

ويؤكد المراقبون أن الفترة المقبلة سوف تكشف الكثير من الألغاز والمناطق المعتمة فى العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية تحديدا، والتي يعتبرها الكثير تتسم بالغموض الشديد حيث يتداخل التنافس بين البلدين مع حاجتهما الاستراتيجية لبعضهما البعض في ظل درجة عالية من فقدان الثقة بين الجانبين على أعلى المستويات في البلدين، حسبما يؤكد المراقبون.

المصدر: الشادوف+خاص

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.