مجلس الشيوخ الإيطالي يوافق على منح الجنسية لباحث معتقل في مصر

0 475

قالت «المبادرة المصرية للحقوق الشخصية» إن مجلس الشيوخ الإيطالي، صوت أمس الأربعاء، بالموافقة على مقترح اثنين من الأعضاء، بمنح الباحث وطالب الدراسات العليا المصري في جامعة بولونيا، المحبوس في مصر، باتريك جورج زكي، الجنسية الإيطالية بشكل استثنائي.
وأضافت أن القرار جاء بعد توقيع أكثر من 200 ألف مواطن إيطالي على عريضة بدأت في فبراير/ شباط من العام الجاري، بمناسبة مرور عام على احتجاز باتريك، تطالب بمنحه الجنسية الإيطالية ودعمه حتى يحصل على حريته. وصوت لصالح القرار أمس 208 عضواً في مجلس الشيوخ من أصل 241 عضواً حاضرين، ولم يصوت أي شخص ضد القرار.
وحسب بيان المبادرة: بموجب القرار، دعا مجلس الشيوخ الحكومة الإيطالية للقيام بالمشاورات اللازمة لمنح باتريك الجنسية الإيطالية، والاستمرار في المطالبة بالإفراج الفوري عنه، ومتابعة تطور جلسات قضيته وأوضاع احتجازه.
وطالب البرلمان باتخاذ الخطوات اللازمة على المستوى الأوروبي لحماية حقوق الإنسان في البلاد التي تستمر فيها انتهاكات حقوق الإنسان، وأن تأخذ الحكومة المبادرة في سياق مجموعة الدول السبع الكبرى للتركيز على حالات قمع النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وكانت أكثر من 50 مدينة إيطالية مختلفة، أعلنت منح الجنسية الشرفية الخاصة بها لباتريك لإظهار تقديرها له كمدافع عن حقوق الإنسان، ودعما لحملة للمطالبة بالإفراج الفوري عنه سميت «100 مدينة مع باتريك» أطلقتها مجموعة ناشطين للدفاع عن حقوق الإنسان في إيطاليا.
واعتقل زكي في 8 فبراير/ شباط 2020 حيث ألقي القبض عليه في مطار القاهرة لدى عودته إلى العاصمة المصرية في إجازة دراسية قصيرة، على ذمة قضية اعتمدت فيها النيابة على تحريات الأمن الوطني.

واتهم بـ«إشاعة أخبار وبيانات كاذبة من شأنها تكدير السلم الاجتماعي وبث حالة من الفوضى، والتحريض على التظاهر دون إذن السلطات قاصداً الإضعاف والانتقاص من هيبة الدولة وتكدير السلم والأمن العام، والتحريض على قلب نظام الحكم والترويج للمبادئ والأفكار التي ترمي إلى تغيير مبادئ الدستور الأساسية، وإدارة واستخدام حساب إلكتروني بغرض الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع للخطر والإضرار بالأمن القومي، والترويج لارتكاب جريمة إرهابية والترويج لاستخدام العنف».
ولمدة عام طالبت أسرة زكي أكثر من مرة بإخلاء سبيله نتيجة سوء حالته الصحية والنفسية، وخطورة ذلك على صحته وحياته في الوقت الذي يخشى الناس من انتشار فيروس كورونا في أماكن الاحتجاز.
وقالت أسرته في آخر بيان لها يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إن باتريك في آخر زيارة له بدا فيها حزينا ومكتئبا ولا يعرف أسباب وجوده في السجن طوال هذه الفترة.
وقالت الأسرة في بيانها، آنذاك خلال الزيارة لم يكن باتريك كما نعرفه على الإطلاق، لم يكن مثل أي زيارة أخرى وقد حُطمت قلوبنا حرفيا، كانت كلماته بالضبط (أنا مرهق جسديا وعقليا، ولا يمكنني الاستمرار هنا لفترة أطول من ذلك، وأشعر بالاكتئاب في كل مرة يحدث فيها حدث هام في العام الدراسي أثناء وجودي هنا بدلاً من أن أكون مع أصدقائي في بولونيا).
وأضافت: كلمات تركتنا في دموع عاجزين عن مساعدة ابننا في هذا الموقف المفجع، علاوة على ذلك، شعرنا بالصدمة عندما علمنا أنه أصيب بالاكتئاب لدرجة أنه قال «نادرا ما أخرج من زنزانتي خلال النهار في الوقت المسموح، لأنني لا أستطيع أن أفهم سبب وجودي هنا ولا أريد أن أواجه حقيقة أنني أخرج لأمشي ذهابا واياباً في غضون بضعة أمتار، فقط لأُحبس مرة أخرى في زنزانة عدد أمتارها أصغر».
وطالبت الأسرة بالإفراج الفوري عن ابنها، قائلة: ابننا شخص بريء وباحث متألق يجب الاحتفاء به وليس حبسه في زنزانة، كان باتريك يعمل على درجة الماجستير ويخطط للحصول عليها ومن ثم الحصول على الدكتوراة، في الوقت الحالي مستقبله مبهم تماما.
وزادت: لا نعرف متى سيكون قادرا على مواصلة دراسته أو العمل أو حتى العودة إلى حياته الاجتماعية التي كانت مفعمة بالحياة. ندعو كل شخص مسؤول وصانع قرار إلى إطلاق سراح باتريك على الفور. نريد رجوع ابننا لنا وعودة الحياة لنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.