لماذا ينسحب الأمريكان من أفغانستان..شاهد “الحكاية” لتعرف!

0 777

الولايات المتحدة تنسحب اليوم من أفغانستان، كما انسحب الاتحاد الروسي (السوفييت) منها عام 1989، وكما انسحبت بريطانيا فى العام 1842..

كل من احتل أفغانستان لم يفكر فى تكرار التجربة لقرون طويلة.

في ذروة ازدهار الظاهرة الاستعمارية منتصف القرن 19، وبعد هزيمة نكراء، لم تفكر الإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس في احتلال أفغانستان مرة أخرى، وظلت أفغانستان دولة مستقلة طوال تاريخها حتى قامت روسيا باحتلالها خلال الحرب الأهلية الأفغانية 1978-1989، وانتهت الحرب بانسحاب الروس وتفكك ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي!

تقع أفغانستان في آسيا الوسطى ويبلغ عدد سكانها نحو 22 مليون نسمة، يحدها الاتحاد الروسي من الشمال (طاجيكستان وأوزبكستان وتركمنستان)، وإيران من الغرب، وباكستان من الشرق والجنوب، والصين من الشمال الشرقي، ورغم كونها دولة حبيسة، فإن الروس يستخدمونها كمعبر إلى المياه الدافئة في المحيط الهندي الذي يُعد الوصول إليه أحد أهدافهم الإستراتيجية طويلة المدى، منذ الحكم القيصري.

لم يستسلم مسلمو الأفغان للاحتلال السوفيتي لبلادهم، وعلى مدار سنوات طويلة خاض المجاهدون معارك ضارية ضد القوات الروسية، أسفرت في نهاية الأمر عن تمريغ أنفهم في التراب الأفغاني، حتى اضطروا للخروج، تاركين وراءهم إرثًا من العداء الأيديولوجي والتاريخي، فضلًا عن الخسائر البشرية والمادية التي تكبدوها وهي ما تم توثيقها بشهادة الجنود الروس المشاركين في تلك الحرب.

ومنذ ساعات قليلة، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن انتهاء أطول حروب الولايات المتحدة في الخارج، معلناً سحب كامل القوات العسكرية بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل.
الوجود الأمريكي فى أفغانستان منذ غزوها فى العام 2001 بعد شهرين من أحداث 11 سبتمبر، لم يكن نزهة عسكرية لكنه كبد واشنطن خسائر مادية وبشرية هائلة، ولم يتوقف الأفغان عن محاربة القوات الأمريكية باعتبارها قوات غازية لبلادهم وتحتل أراضيهم.

أما حكاية بريطانيا مع أفغانستان فهي حكاية طويلة حيث ظلت أفغانستان المستقلة والمستقرة بمثابة شوكة فى حلق الامبراطورية البريطانية التي كانت تعتبر الهند أكبر مستعمراتها ودرة تاجها “الاستعماري” !

يُعد كتاب (الحرب الأفغانية الأولى) سرداً مختصراً لتلك الحرب التي استمرت بين العام 1839 وحتى 1842. بدأت تلك الحرب بالتحديد في أواخر عام 1838، عندما غزا البريطانيون أَفغانستان من الهند، بهدف الإطاحة بالحاكم الأفغاني الأمير (دوست محمد خان)، واستبداله بالحاكم السابق (شاه شجاع)، الذي كان موالٍ لبريطانيا. نجح البريطانيون في بداية الأمر، ونصَّبوا (شاه شجاع) حاكماً في جلال آباد، كما أجبروا (دوست) على الاختفاء فى الجبال مع جيشه.

ولكن في عام 1841 عاد دوست محمد إلى أفغانستان لقيادة انتفاضة ضد الغزاة وضد شاه شجاع في آن واحد.

وفي واحدة من أكثر الهزائم الكارثية في تاريخ الجيش البريطاني، التي وقعت في يناير من العام  1842، دمر رجال القبائل الأفغانية قوةً أنغلو-هندية مكونة من 4,500 جندي وآلاف الأتباع.

بعد ذلك أرسلت بريطانيا من الهند قوة أكبر للقصاص واستعادة الرهائن، قبل أن تنسحب أخيراً في أكتوبر 1842.

تُلخِّص الجملة الختامية من هذا الكتاب الفشل الذريع للصراع: “وهكذا فقد ترك الجيش الإنجليزي على عرش أفغانستان نفس الأسرة الحاكمة التي أفنوا الكثير من الأموال والأرواح في سبيل الإطاحة بها.”

ألّف الكتاب موبراي والتر موريس (1847-1911)، الذي كان رئيس تحرير مجلة ماكميلان، ومؤلفاً لأعمال تتناول السِيَر والنقد الأدبي.

في تلك الحرب فقدت بريطانيا أكثر من 16000 شخص من صفوف الجيش البريطاني بقيادة إلفينستون، ولم يصل إلى جلال آباد سوى أوروبي واحد (الجراح المساعد ويليام برايدون ) وعدد قليل من الجنود الهنود.

في عام 2013، وصف كاتب في مجلة ذي إيكونوميست هذه المذبحة بأنها “أسوأ كارثة عسكرية بريطانية في القرن التاسع عشر”.

ظل دوست محمد سجينًا بريطانيًا حتى نهاية عام 1841 عندما تم إطلاق سراحه من قبل السلطات البريطانية التي قررت بعدها التخلي عن أي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان.

ولكي تكتمل المعرفة بتلك المنطقة وتاريخها ونوعية أبنائها، تقوم الإعلامية سمية الجنايني في الحلقة الثالثة من برنامجها ( عظماء منسيون) برواية قصة دخول تلك المناطق تحت راية الاسلام من خلال قائد عسكري عظيم لا يذكره المؤرخون العرب كثيرا وهو السلطان محمود بن سبيك تكين، الملقب بـ (فاتح الهند).

شاهد كيف أخضع محمود بن سبيك تكين، فى عهده مساحات من شبه القارة الهندية تعادل تلك التي تحققت جراء الفتوحات الاسلامية في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه منذ بدايته وحتى نهايته.

المصدر: الشادوف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.