للمطالبة بالعدالة: وقفة احتجاجية بواشنطن في ذكرى اغتيال جمال خاشقجي باسطنبول

0 468

فيما اختفت الفعاليات عربيا، نفذت منظمات حقوقية دولية وقفة احتجاجية مع أهالي الضحايا أمام سفارة الرياض في العاصمة الأميركية واشنطن، في الذكرى الثالثة لمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، للتنديد بالجريمة والمطالبة بالعدالة، كما تم تنظيم وقفة احتجاجية مماثلة خارج مبنى الكونغرس الأمريكي، لإحياء الذكرى الثالثة لمقتل خاشقجي في قنصلية بلاده فى اسطنبول بتركيا فى العام 2018.

وجاءت الوقفة ضمن فعالية أقامها عدد من المنظمات الحقوقية، بينها “العفو الدولية”، ومنظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي” (دون)، ومقرها واشنطن، بدعوة ومشاركة من التركية خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي، وأهالي معتقلين في السجون السعودية والعربية.

وقالت جنكيز، في تغريدة: “بعد ثلاث سنوات من القتل الوحشي لجمال خاشقجي، نحن الآن هنا أمام السفارة السعودية في واشنطن نواصل السعي لتحقيق العدالة من أجله”.

ونشرت صورة لها من أمام السفارة، وهي تحمل نسخة من صحيفة “واشنطن بوست” صدرت اليوم، وفي آخر صفحاتها صورة لخاشقجي، مكتوب تحتها “أين الجثة؟”.

شككت أرملة الكاتب والصحافي السعودي جمال خاشقجي في التزام الرئيس الأميركي جو بايدن بمحاسبة السعودية بعد مرور ثلاث سنوات على جريمة القتل الوحشية.

وشاركت خديجة جنكيز في الذكرى الثالثة لمقتل خاشقجي بوقفة أمام السفارة السعودية في واشنطن وايضا في إضاءة شموع مساءً بالقرب من مبنى الكابيتول، حيث كشفت عن صورة كبيرة لخاشقجي مصنوعة من أوراق الصحف.

وأعربت جنكيز عن استيائها من لقاء مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قبل أيام من حلول ذكرى الجريمة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تتهمه الاستخبارات الأميركية بأنه أعطى الأمر بقتل خاشقجي.

وتساءلت خلال وقفة إضاءة الشموع التي نظمتها منظمات حقوقية “هل هذه هي المحاسبة التي تعهد بها بايدن؟”.

وتعليقاً على الصورة، كتبت جنكيز: “صورة خاشقجي تزين آخر صفحة من واشنطن بوست، ونحن هنا أمام السفارة السعودية للتذكير بهذه الجريمة البشعة”.

كما نشر عبد الله، نجل الداعية السعودي سلمان العودة، عبر “تويتر”، صورة له بين المتظاهرين الذين يحملون لافتة كتب عليها: “العدالة من أجل جمال”.

وقال عبد الله: “من أمام السفارة السعودية في واشنطن، هذه مظاهرة خرجت بعد ثلاث سنوات من مقتل خاشقجي، وأحمل في يدي الصفحة الأخيرة من واشنطن بوست، وفيها صورة الصحافي المغدور جمال خاشقجي رحمه الله.


ووفقا لمسؤولين أتراك وأمريكيين عمدت فرقة اغتيال سعودية كانت في انتظاره بمبنى القنصلية – حيث ذهب لاستخراج أوراق رسمية لإتمام معاملة زواجه – إلى خنقه وتقطيع جثته التي لم يعثر عليها حتى الآن. وهزت الجريمة الرأي العام العالمي، بفضل تحرك تركي واسع لا تزال أصداؤه مستمرة، وحال دون أن يُغلق الملف عبر مجموعة من الأحكام القضائية السعودية النهائية التي صدرت في العام 2020 الماضي ، كانت محل انتقاد دولي.

ووجهت تركيا اتهامات حينذاك لأكثر من 20 سعودياً، منهم النائب السابق لرئيس المخابرات العامة أحمد عسيري، والمستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، وقالت إنهما المدبران الرئيسيان لعملية الاغتيال. لكن الرياض رفضت تسليم المتهمين.

وبعد نفي الجريمة في البداية، بدأت الرياض تحقيقات انتهت إلى تأكيد مقتل خاشقجي، وإصدار أحكام بالإعدام على خمسة متهمين، وسجن ثلاثة آخرين ليس من بينهم عسيري ولا القحطاني.

وفي المراسم، طالبت خديجة جنكيز الرئيس الأمريكي جو بايدن بالوفاء بوعده بمعاقبة قتلة جمال. وأشارت إلى أنه “حينما قتل خاشقجي كان دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وفي فترته لم يعاقب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واستمرت مبيعات السلاح إلى السعودية رغم وقوع الجريمة”.

وقالت: “في ذلك الوقت كان بايدن مرشحا لرئاسة البلاد، وقال حينها إن خاشقجي وأقرباءه يستحقون العدالة”.

وناشدت جنكيز بايدن ونائبته كمالا هاريس قائلة “متى ستوفون بوعودكم؟ متى ستضعون كلماتكم موضع التنفيذ؟ وهل ستواصل إدارة بايدن علاقاتها مع السعودية كما كانت دائما رغم الوعود؟”

وأعربت جنكيز عن استيائها من لقاء مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قبل أيام من ذكرى مقتل خاشقجي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تتهمه الاستخبارات الأمريكية بأنه أعطى الأمر بالقتل. وتساءلت خلال وقفة إضاءة الشموع “هل هذه هي المحاسبة التي تعهد بها بايدن؟”

وشاركت في الوقفة أمام مبنى الكابيتول شقيقة عبد الرحمن السدحان، الموظف في هيئة الهلال الأحمر السعودي الذي اعتقل عام 2018 وحكم عليه بداية العام الحالي بالسجن 20 عاما، بعد استخدامه حساب تويتر وهمي لانتقاد القيادة السعودية.

“سخاء بايدن”
وقالت أريج السدحان التي تعيش في كاليفورنيا بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية “عذبوه وكسروا يده وحطموا أصابعه حتى تشوهت قائلين: هل هذه هي اليد التي كنت تكتب التغريدات بها؟””

وأضافت أنها كانت تأمل بأن تؤدي ضغوط الإدارة الأمريكية الجديدة الى إطلاق سراح شقيقها، لكن ذلك تغير بعد أن ترك بايدن الأمير محمد بن سلمان “يفلت من العقاب”. وقالت “هكذا رد المسؤولون السعوديون على سخاء بايدن بارتكاب المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان”.

وما تلبث قضية جمال خاشقجي أن تختفت حتى تعود للأضواء من جديد، مع ظهور أي معلومات جديدة في القضية أو اقتراب ذكرى مقتله، كما أنها حاضرة في منصات الإعلام عند الحديث عن حرية الصحافة.

ولا تزال تركيا تحاكم غيابيا 26 سعوديا مرتبطين بالقضية، لكن المنظمات الحقوقية تتخوّف من تأثير سياسي على القضاء، خصوصاً مع تطور العلاقات التركية-السعودية خلال الفترة الأخيرة.

المصدر: الشادوف+إعلام غربي+وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.