رواية تاريخية لدبلوماسي موريتاني تثير جدلا واسعا
في 430 صفحة من القطع المتوسّط تقع رواية “لغز إنجيل برنابا” -التي كتبها الدبلوماسي الموريتاني (محمد السالك ولد ابراهيم) بأسلوب سردي يمزج بين الرواية التاريخية والقصص البوليسية، في حبكة تشبه سيناريوهات أفلام الجاسوسية.
تحكي الرواية قصة مخطوطة قديمة كتبت بالآرامية قبل أكثر من 1500 سنة، ثم اختفت في ظروف غامضة في منطقة بشمال إفريقيا في حقبة سيطرة الرومان على مملكة موريطانيا القديمة، لتظهر من جديد بعد أن وجدت محفوظة في جراب داخل جرة فخارية مخبأة في مغارة بجبل “انطرزي” المطل على “القلعة القديمة” في بلدة “آزوكي” عاصمة المرابطين بشمال موريتانيا.
ظل بطل الرواية، البروفسور”حامدون” وهو عالم أنتربولوجيا نمساوي من أصل موريتاني، طيلة حياته يبحث عن المخطوطة الأصلية لإنجيل “برنابا”، ويتتبع أخبارها إلى أن أقنع المكتبة الوطنية النمساوية في فيينا-التي يعمل بها مديرا لقسم المخطوطات والكتب النادرة- بأهمية عرضها في الاحتفالية الكبرى بقاعة الإمبراطور “كارل السادس” بمناسبة مرور 650 سنة على إنشاء المكتبة،التي تأسست في الأصل حول نسخة من ذلك الكتاب.
لم يكن البروفسور”حامدون” يتصور بأن المخطوطة قد تكون بهذا القرب من المكان الذي عاش فيه جزء من طفولته، يلعب مع أترابه عند سفح ذلك الجبل. والحقيقة أن المخطوطة قد بقيت نائمة لعدة قرون قبل أن يعثر عليها بعض الهواة.. وتنتهي في حقيبة سائحة غربية تعمل لعصابة دولية لتهريب الآثار، حملتها متجهة إلى باريس.
أكدت الخبرة بأن المخطوطة هي النسخة الأصلية لإنجيل “برنابا”، الذي ظلت المسيحية تعمل به، رغم أنه ينفي عقيدة التثليث وصلب المسيح ويؤكد على توحيد الذات الإلهية، كما يبشر بظهور الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؛ إلى أن أمر البابا “دماسس” Damase سنة 366م بالكف عن مطالعته قبل أن يحكم البابا “جلاسيوس” الأول نهائيا بتحريمه سنة 492م.
كانت منطقة شمال إفريقيا هي الموطن الثاني للمسيحية بعد فلسطين. وصلت إليها في وقت مبكر قادمة من الشام. في برقة ولد القديس “مرقس البشير”، الذي هو ابن أخت القديس “برنابا”، وكاتب السفر الثاني من العهد الجديد المعروف بـ “إنجيل مرقس”، وبها توفي سنة 68م، بعد أن أسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر في منتصف القرن الأول الميلادي، وكان “فلورنس ترتوليان”، أبرز لاهوتي في قرطاج.
لم تكن الإمبراطورية الرومانية مرتاحة لدخول الأهالي في الولايات التابعة لها بشمال إفريقيا في الديانة المسيحية، وسرعان ما بدأ الاضطهاد الروماني ضد مسيحيي شمال إفريقيا، الذي استمر طيلة قرنين ونصف. صدرت الأوامر بهدم أماكن عبادتهم وجمع كتبهم المقدسة وإحراقها. اعتقل المسيحيون وعذبوا، وشوهوا، وأحرقوا، وجُوِّعوا. ولم ينته الاضطهاد حتى بعد إعدام القدِّيس “قبريانوس” القرطاجي.
في غمرة تلك الصراعات الدينية والسياسية، بدأت مجموعات سكانية بالنزوح نحو الجنوب. كان آلاف المهاجرين يبحثون عن أماكن آمنة في الصحراء الكبرى ليدفنوا فيها بعض الكنوز والكتابات المقدسة القديمة. وصل بعضهم عبر البحر إلى مرفأ صغير على شاطئ المحيط الأطلسي يسمى “تانيت” آلهة قرطاج.
وقد حملت قافلة “آكابار” العملاقة التي تتألف من ألف جمل، المخطوطة في متاعها عبر الصحراء، متجهة إلى حي “أويشاط اليهود” قرب “وادان” ، ومن هناك إلى بلدة “آزوكي”.
بعد مئات من السنين أمضتها في هدوء الصحراء، أجبرت الظروف المخطوطة النادرة على استئناف رحلتها في دوامة نزقة عبر العالم.. فبدأ سباق بوليسي محموم بين كل من شبكات تهريب الآثار، والمافيا العالمية، والمنظمات السرية من جهة، ومصالح الاستخبارات الدولية والشرطة الدولية “الإنتربول” لوضع اليد على المخطوطة الفريدة.
توزع النسخة الورقية من هذه الرواية عن طريق “أمازون،” ونسختها الإلكترونية بواسطة “كيندل” و”غوغل بوكس” و”بلاي-استور”، بينما توزع دار النشر “إي-كتب” في لندن، نسختها الفاخرة.
ويمكن قراءة الرواية مجانا في جوجل درايف بالنقر على الرابط التالي:
https://drive.google.com/file/d/1v3oVWM-8HhRtmeGMlT7rjKe4SfrFA7IP/view