لأول مرة..الجماهير المصرية تعتبر عملا تليفزيونيا دراميا مجرد “مسلسل كوميدي” !!
أثار بدء عرض الجزء الثالث من مسلسل “الاختيار” الذي يحمل عنوان “القرار”، جدلا واسعا، خاصة مع تجسيد الفنان المصري ياسر جلال شخصية الجنرال المنقلب عبد الفتاح السيسي ( الرئيس المصري حاليا)، رغم الفرق في البنيان الجسماني والطول بين السيسي وجلال، مما حول المسلسل من نطاق الدراما الى الكوميديا حيث يثير أداء الممثل ضحك وسخرية المشاهدين حتى قبل أن ينطق بكلمة واحدة.
تناولت الحلقة الأولى من المسلسل فترة حاسمة من تاريخ البلاد، وهي التي مرت بها خلال عام 2013، إبان انطلاق احتجاجات 30 يونيو/ حزيران التي أطاحت بالرئيس الشرعي المنتخب ديمقراطيا الدكتور محمد مرسي، وكيف تولى اللواء السيسي وقتها مهمة وزير الدفاع المصري خلفا للمشير محمد حسين طنطاوي.
وجاءت بداية الحلقة الأولى التي عرضت في اليوم الأول من شهر رمضان المعظم، بتولي السيسي منصب وزير الدفاع خلفا للمشير طنطاوي عقب حادث رفح الإرهابي، وانتهت بظهور حركة تمرد، وبعدها اجتماع القيادات الدينية والسياسية والشعبية معا، ليظهر وزير الدفاع مؤكدًا لهم أنهم على وشك اتخاذ قرار مهم في تاريخ مصر.
وجسد الفنان صبري فواز شخصية الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي، والفنان أحمد بدير يقدم شخصية المشير طنطاوي، ولعب الفنان خالد الصاوي دور نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر.
وقدم الفنان عبد العزيز مخيون شخصية مرشد جماعة الإخوان محمد بديع.
واحتل وسما “الاختيار ومرسي”، صدارة الوسوم الأكثر تداولا في مصر على موقع “تويتر”، وشهد المسلسل هجوما كبيرا من المتابعين سواء من مؤيدي السيسي أو مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين.
ورغم نجاح الفنان ياسر جلال في تجسيد شخصية السيسي من حيث الصوت والحركات، إلا أن اختيار جلال أثار موجة من الانتقادات بسبب فرق البنيان الجسماني بين الشخصيتين. كما أثار المسلسل بشكل عام انتقادات مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين، لكنهم اعتبروه فشل في مهمته وأعاد إحياء سيرة الرئيس المصري الراحل الدكتور محمد مرسي.
وفي المقابل وعلى الرغم من دفاع مؤيدي السيسي عن المسلسل الذي اعتبروه يؤرخ لأحداث حقيقية ويكشف خطط جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن كثيرين منهم تداولوا منشورا جاء نصه: “من العبث أن تجعل ممثلا حتى لو كان محترفا يقوم بأداء دور عظيم وشخصية عظيمة كهذه، لأنه مهما كانت موهبته، لن يستطيع إقناعي كمشاهد معاصر للأحداث، فكان من باب أولى أن يستبدل بهالة من النور أو وميض.”
إلى ذلك، أشاد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، بمسلسل “الاختيار”، قائلاً إن هذا العمل بأجزائه الثلاثة كاشف لطبيعة الجماعة، من الغدر والخيانة والتآمر والتاريخ الأسود.
وأضاف جمعة في تصريحات متلفزة: “الاختيار عمل فني إبداعي جاد في كشف طبيعة أهل الشر، والمسلسل يعرض معلومات مهمة.”
وذكر أن طبيعة الأعمال الفنية أنها تعرض الحقائق في صورة فنية إبداعية مع إضافات خيالية، لكن هذه الإضافات في الاختيار لا تخرج عن أصل الجماعة وحقيقتها، مضيفًا أن المسلسل مغذى بالمعلومات الكاشفة لما كان من تآمر لهذه الجماعة على الشعب والدولة المصرية، فكانوا يستبيحون القتل والدماء في سبيل تحقيق أغراضهم للوصول إلى السلطة بأي ثمن وعلى حساب الوطن والدين.
المصدر: الشادوف+صحف مصرية