قناة (مكملين) تتوقف عن البث من تركيا.. ومزاعم حول تمويل محمد دحلان لقناة (الشرق) !
أعلنت قناة مكملين المصرية المعارضة مساء اليوم الجمعة عن اغلاق مكاتبها واستوديوهاتها في تركيا بعد أكثر من 8 سنوات من بث البرامج المعارضة للنظام المصري من اسطنبول بتركيا، وقالت تقارير إعلامية إن القناة ستعاود بثها من عدة مناطق في العالم.
جاء ذلك بعد أسابيع من إعلان تركيا اتخاذها خطوات إضافية في مسار تطبيع العلاقات مع مصر، الذي بدأ منذ مطلع 2021 وشمل توقف برامج للقنوات الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين التي تبث من تركيا، والتي تصنفها مصر باعتبارها قنوات “معادية”.
وجاء في بيان أصدرته قناة “مكملين” الجمعة: “نظراً للأوضاع التي لا تخفى على أحد وحرصاً على استمراريـــة رسالة القناة الإعلاميـــة لنقل الحقيقة كاملة، فقد قررت إدارة قناة مكملين الفضائية نقل بثها واستوديوهاتها وكافة أعمالها إلى خارج تركيا لتنطلق انطلاقة جديدة من كل ميادين العالم”.
وقال البيان إن القناة ستغلق استوديوهاتها ومقرها بالكامل في تركيا، وتنطلق من عواصم عالمية مختلفة خلال المرحلة المقبلة . وفيما يلي رابط البيان على صفحة القناة على الفيسبوك.
h ttps://www.facebook.com/mekameeleen.tv/photos/a.1074944772523832/5683267701691493/?type=3
وبهذا التطور اللافت، أصبح مصير قناتي ( الشرق ووطن ) غير محدد حتى الآن، حيث تعبر قناة الشرق عن التيار الليبرالي أو العلماني بينما تعبر قناة ( وطن ) عن جماعة الإخوان المسلمين ويتم تمويلها من اشتراكات أعضاء الجماعة، ولم يعرف عنها أنها تلقت أية تمويلات أجنبية بخلاف قناة الشرق التي يتردد عنها حصول رئيسها أيمن نور على تمويلات أجنبية من مصادر بعضها يتعارض مع بعضه سياسيا !
وفي هذا الإطار، قال المعارض المصري عمرو عبدالهادي الذي يقيم حاليا في بريطانيا، إن أيمن نور ـ الذي يقيم في تركيا منذ سنوات ـ التقى مؤخرا القيادي الفلسطيني الهارب محمد دحلان في فرنسا سرا.
وعبر تغريدة له بحسابه الرسمي على تويتر، قال “عبدالهادي” إن أيمن نور التقى سرا في فرنسا، محمد دحلان ـ المقرب من ابن زايد ويقيم في الإمارات ـ للاتفاق معه على زيادة دعم قناة “الشرق” التي تبث من تركيا ويترأسها نور، موضحا أنه سافر في جولة أوروبية كانت بمثابة غطاء لهذا اللقاء.
وكتب عبد الهادي حسبما رصد موقع (وطن يغرد خارج السرب) ما نصه: “أيمن نور قال لأصدقائه في دكان اتحاد القوى الوطنية إنه سافر في جولة أوروبية كلفته ١٠ آلاف يورو،لكنها في الحقيقة كانت غطاء للاجتماع مع محمد دحلان في فرنسا للاتفاق معه على زيادة دعم قناة الشرق حتى تستمر القناة في تركيا أو خارجها.”
ومصلحة دحلان من ذلك حسبما قال عمرو عبدالهادي هي “سيطرة الإمارات عن طريق أيمن نور على المعارضين المصريين بتركيا.”
وينتقد معارضون مصريون آخرون ما يسمونه بـ (تنظيم أيمن نور في الإعلام العربي) حيث سعى لاستمالة وتجنيد عدد كبير من العاملين في القنوات الفضائية المصرية والعربية، والصحف بل والمواقع الإخبارية، للترويج له على انه يمثل المعارضة المصرية في الخارج، ويمنعون ظهور شخصيات أخرى من المنافسين له سياسيا في المشهد المعارض في الخارج.
وكتب السياسي المصري المقيم في الدوحة أحمد حسن الشرقاوي تغريدة انتقد فيها قيام ( قنوات فضائية ) لم يذكرها بالاسم، بالإصرار على استضافة أيمن نور باعتباره ممثلا للمعارضة المصرية فى الخارج، ووصف نور بأنه أسوأ من يمثل تلك المعارضة سواء فى الخارج أو في الداخل.
وقال الشرقاوي وهو أيضا رئيس ومؤسس الحزب الشعبي الديمقراطي المصري المعارض ( يسار الوسط ) إن المصريين لن ينسون أبدا تلك القنوات الفضائية أو المسؤولين عنها ممن يحاولون فرض أيمن نور كزعيم للمعارضة المصرية بالخارج وأن تلك المحاولات تمثل انحيازا وافتئاتا على الواقع، وأن فيها نوعا من الإصرار على استبعاد أطياف المعارضة الأخرى مثل الدكتورة مها عزام وغيرها من الشخصيات المصرية المحترمة.
وكان الشرقاوي قد انتقد أيضا منذ العام 2015 سعي أيمن نور لاستخدام قناة الشرق بعد استحواذه عليها للترويج له كبديل ليبرالي عن الرئيس الشهيد محمد مرسي ( الاسلامي 9 بينما كان الأخير في قبضة الانقلابيين في السجن في مصر، وهو ما اعترض عليه الشرقاوي بشدة واعتبره خيانة للرئيس والتفافا على الديمقراطية التي يريد الثوار من رافضى الانقلاب العسكري ترسيخها. وقد تم توثيق هذا الرفض من خلال فيديو موجود على الانترنت منذ 8 سنوات.
من المعروف أن قناة “الشرق” كانت إلى جانب قناة “مكملين” و “وطــن ” من أبرز القنوات المعارضة لنظام السيسي والتي كانت تبث من تركيا طيلة السنوات الماضية.
وكان أبرز مذيعي تلك القنوات الذين يحظون بشعبية واسعة في الأوساط المعارضة، هما معتز مطر مقدم برنامج “مع معتز” على شاشة “الشرق”، وكذلك محمد ناصر على قناة “مكملين”.
إلا أنه بعد التقارب المصري التركي الأخير، وعودة العلاقات بين مصر وتركيا طلبت القاهرة وقف هجوم هذه القنوات على نظام السيسي، وكذلك إيقاف معتز مطر ومحمد ناصر عن الظهور، وهو ما تم بالفعل.
المصدر: الشادوف+مواقع التواصل