قاتل قمص الاسكندرية عضو سابق بالجماعة الاسلامية بأسيوط.. والنيابة تحيله للمحاكمة

0 888

أمرت النيابة العامة، اليوم الثلاثاء، بإحالة ( نهرو عبد المنعم توفيق ) المتهم بقتل القمص ( أرسانيوس وديد رزق الله)، كاهن كنيسة العذراء بمحرم بك، إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمحاكمته فيما اتُّهم به من ارتكاب جريمة القتل العمد، وإحراز سلاح أبيض، فيما كشفت صحف مصرية عن خلفيته كعضو سابق في تنظيم الجماعة الاسلامية بأسيوط في التسعينيات.

وأكدت النيابة العامة، في بيان لها، أنها أقامت الدليل قِبَلَ المتهم من شهادة سبعةَ عشَر شاهدًا، وما ثبت بتقرير المجلس الإقليمي للصحة النفسية من امتلاك المتهم وقتَ ارتكابه الجريمة كاملَ الإدراك والاختيار، وعدم معاناته من أيِّ أعراضٍ اضطرابٍ عقليٍّ أو نفسيٍّ وقتَ الفحص، أو وقتَ ارتكاب الجريمة؛ ما يجعله مسئولًا عنها.

آخر صورة للقمص أرسانيوس قبل قتله بدقائق معدودة- المصدر- صحف مصرية

كما أقامت النيابة العامة الدليل قِبَله مما ثبت بتقارير مصلحة الطب الشرعي بشأن إجراء الصفة التشريحية على جثمان المجني عليه، وتطابق البصمات الوراثية للحمض النووي المستخلص من التلوثات الدموية المعثور عليها بالسكين المضبوط في حوزة المتهم مع البصمات الوراثية المستخلصة من دماء المجني عليه، إلى جانب ما تبين للنيابة العامة من معاينتها مسرح الجريمة، وما شاهدته بآلات المراقبة المطلة عليه، فضلًا عن أدلة أخرى.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن كاميرات المراقبة لم تسجل لحظة وقوع الجريمة، وثانيها اعترافات المتهم التي أكد خلالها سابقة مرضه نفسيًا وتلقيه العلاج بأحد مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية.

وأوضحت التحقيقات أن المتهم بقتل القمص أرسانيوس عمدًا، فأقرَّ خلال مواجهته شفاهةً بالاتهام بارتكابه الواقعة، ثم عاد وعدل عن إقراره، وقرَّر أنه وفد إلى الإسكندرية منذ أيام، بحثًا عن عمل بعدما تنقل من محافظة إلى أخرى، ومكث يبيت في الطرق العامة حتى عثر على سكين بمجمع للقمامة، فاحتفظ بها دفاعًا عن نفسه، ثم ادعى أنه يوم الواقعة وبعدما رأى المجني عليه أمامه، لم يشعر بما ارتكبه قِبَله، حتى ألقى الموجودون القبض عليه.

وذكرت صحف مصرية أن المتهم يدعى نهرو عبد المنعم توفيق، وهو من مواليد محافظة أسيوط عام 1962، وكان عضوا بجماعة إسلامية متطرفة في التسعينيات، وتم حبسه لمشاركته في قضايا اغتيالات ثم خرج بعفو رئاسي من الرئيس الراحل حسني مبارك.

وكشف ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة عن معرفته الشخصية بقاتل القمص في الإسكندرية، مؤكدًا أنه قيادي في تنظيم الجماعة الاسلامية في أسيوط وأنه من قرية ببلاوي بمركز ديروط محافظة أسيوط .

وقال في بث على صحفته الشخصية «فيس بوك»، أن نهرو عبد المنعم توفيق عنصر شديد التطرف، وسبق اعتقاله في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وكان ضمن المجموعة التي أحدثت عنفًا داخل سجن أبوزعبل الصناعي، والتي كانت معركة بين الجنائيين والسياسين، الى أن تم وضع نهرو داخل مستشفي الأمراض العقلية في العباسية، حتى صدر قرار بالعفو عنه، وخرج بعدها ليصبح هائمًا على وجهه في الشوارع ويتنقل بين المحافظات، إلى أن عاد اسمه للسطح مرةً أخرى عندما نفذ جريمته في الإسكندرية.

اعتقل نهرو، حسب ما يقول الباحث المصري، بعد مشاركته في عمليات رصد لتحركات اللواء عبد اللطيف الشيمي، الذي اغتيل في التسعينيات، وكان يعمل في الجماعة تحت قيادة خالد سعد عبد المالك أمير التنظيم في ديروط، كما سبق أن تم تكليفه برصد البواخر السياحية المارة في النيل.

ويضيف أن نهرو خرج من السجن بعفو رئاسى إبان المراجعات في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وتنقل بين أسيوط والقاهرة، وسبق احتجازه في مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية، حيث تدهورت نفسيته نتيجة عدم توافر عمل وانقطاع أسرته عنه، وسافر للإسكندرية حتى ارتكب جريمته وألقي القبض عليه.

ووفقا لصحيفة “المصري اليوم” وفي خبر نشر على صفحاتها في العام 2007، فقد كان نهرو متورطا في أحداث عنف داخل السجن.

وبالعودة إلى أرشيف «المصري اليوم»، تحديدًا بتاريخ 9 مارس 2007 في صفحة الحوادث نقل الزميلين هاني رفعت وفاروق الدسوقي تفاصيل عن المتهم نهرو عبدالمنعم توفيق، إذ نشرا خبرًا بعنوان «مصابان في مشاجرة بعنبر» تحت الملاحظة «بمستشفي الأمراض العقلية».

وكشفت الصحيفة وقوع مشاجرة داخل العنبر المخصص للمودعين تحت الملاحظة، وذكرت أن نهرو عبد المنعم توفيق المتهم في العريضة رقم 3 لسنة 2007 غافل زميليه عطوة إمام عطوة المتهم في القضية رقم 462 لسنه 96 جنح العجوزة ومودع تحت الملاحظة، وعبدالسلام أحمد خليفة المتهم في الدعوى 137 لسنة 2006 مودع تحت الملاحظة أثناء استغراقهما في النوم وتعدى عليهما بالضرب، فأصاب الأول بجرح قطعي في مقدمة الأنف وكدمة بالعين اليسرى وأصاب الثاني بسحجة في العين اليسرى والجبهة.

وكانت النيابة المصرية قد أمرت بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات في قضية مقتل الكاهن، وتنفيذ قرار المحكمة المختصة بإيداعه تحت الملاحظة الطبية بأحد المستشفيات العامة المتخصصة في علاج الأمراض النفسية والعصبية.

واستمعت النيابة لشهادة 17 شاهدًا على الواقعة، وعاينت محل ارتكاب الجريمة، واطلعت على آلات المراقبة المثبتة بمحيطه، وتلقت نتائج التقارير الفنية من مصلحة الطب الشرعي ومركز الإسكندرية للسموم بشأن إجراء الصفة التشريحية لجثمان المجني عليه، وفحص عينات من المتهم بيانًا لمدى تعاطيه أي مواد مخدّرة.

وأسفرت معاينة النيابة عن وجود آثار دماء بمحل الواقعة، والعثور على ثلاث آلات مراقبة مثبتة أعلى ثلاث بوابات للشاطئ الذي حدثت الواقعة في محيطه، حيث تَبيَّن للنيابة من مُشاهدتِها ظهورُ الكاهن قبل وقوع الحادث بلحظات يتابع خروجَ مرافقيه من إحدى تلك البوابات، حتى ظهر المتهم وبيده كيس بلاستيك وتوجه للمجني عليه وطعنه في عنقه قاصدًا قتله، وحاول موالاة التعدي عليه بطعنة أخرى، إلا أن الحاضرين قبضوا عليه وتحفظوا على السكين الذي كان بحوزته، وسلموه والسكين المضبوط إلى رجال الأمن.

وفي التحقيقات أقر المتهم أنه وفد إلى الإسكندرية بحثًا عن عمل بعدما تنقل من محافظة إلى أخرى، ومكث يبيت في الطرق العامة حتى عثر على سكين بمجمع للقمامة، فاحتفظ به دفاعًا عن نفسه، ثم ادعى أنه يوم الواقعة وبعدما رأى المجني عليه أمامه لم يشعر بما ارتكبه حتى ألقى المتواجدون القبض عليه.

وكان أرسانيوس أوديد كاهن كنيسة السيدة العذراء بالإسكندرية قد قتل بعد طعنه بسلاح أبيض من جانب متسول في محافظة الإسكندرية شمال مصر قبل أيام.

المصدر: الشادوف+صحف مصرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.