مفاجأة: موقع إخباري مصري ضمن شبكة تجسس دولية للصين ضد واشنطن !
في فضيحة جديدة ربما تمثل إحراجا للسلطات المصرية في علاقتها بالولايات المتحدة، كشف تقرير لشركة أمريكية متخصصة في الأمن الاليكتروني وجود شبكة من المواقع الإخبارية التي تصدر من مناطق مختلفة من العالم بهدف خدمة مصالح الصين ومهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها من بينها موقع مصري اسمه ( إيجيبت ديلي نيوز ) الناطق باللغة الانجليزية.
وأوضح تقرير شركة “مانديانت” الأميركية المتخصصة في الأمن الإليكتروني، حصل عليه موقع الشادوف الإخباري، أن موقع ( إيجيبت ديلي نيوز) المصري ضمن “شبكة تضم أكثر من 72 موقعاً إلكترونياً، بالإضافة إلى العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل فيسبوك وتويتر وغيرها.
وقال التقرير المنشور على موقع الشركة الأميركية إن تلك المواقع “جرى استخدامها حديثاً ضمن عملية واسعة النطاق أطلق عليها اسم (هاي إنرجي)، استهدفت نشر معلومات وأخبار من بينها قصص مفبركة”، ضاربة المثل بما نشر قبل أيام على هذه المواقع “من انتقاد قاسٍ لزيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان”.
وقال خبراء إعلاميون متخصصون ان القراءة الأولية للموقع المصري تشير بوضوح الى أنه يتبع إحدى الجهات السيادية المصرية التي تسيطر على الاعلام المصري حاليا، رغم حرص الموقع على تصنيف نفسه بأنه مستقل، مؤكدين ان كلمة إعلام مستقل لم تعد معروفة أو ذات دلالة فى مصر منذ انقلاب الجيش على الرئيس المدني المنتخب الدكتور محمد مرسي فى 3 يوليو من العام 2013.
تجدر الإشارة الى ان (الرئيس المصري) الجنرال عبد الفتاح السيسي، تطرق خلال حضوره “طابور” العرض الصباحي لطلبة الكلية الحربية، السبت الماضي، إلى الأزمة الصينية – الأميركية الأخيرة التي اندلعت بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى جزيرة تايوان، في الثاني والثالث من شهر أغسطس/ آب الحالي، والتي رأت فيها بكين استفزازاً وخرقاً لمبدأ “الصين الواحدة”.
وأكد السيسي موقف مصر من مبدأ “الصين الواحدة”، قائلاً لطلبة الكلية الحربية في “طابور اللياقة البدنية” الساعة السادسة صباح السبت: “لنا سياسة ثابتة تجاه الوضع في تايوان (التي تؤكد الصين عزمها استردادها، ولو بالقوة)، ونقول دائماً إن مصر مع مبدأ (الصين دولة واحدة)، لأن هذا في الحقيقة لصالح الاستقرار والأمن في العالم”.
وأضاف السيسي في محاضر أخرى لطلبة الكلية الحربية في مصر أن “مصر لها سياسات في علاقاتها الدولية، مبنية على التوازن وعدم التدخل في شؤون الآخرين، والسعي دائماً من أجل إحلال السلام والاستقرار”.
عرى وثيقة من العلاقات بين القاهرة وبكين
وقال دبلوماسي مصري سابق وخبير في الشؤون الآسيوية إن “العلاقة بين النظامين المصري والصيني قوية وتشمل مجالات متعددة، منها ما هو أمني وما هو استخباراتي، ومنها ما هو اقتصادي وسياسي أيضا”.
وقال الخبير المصري الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن “العلاقة المتينة والعميقة التي تربط النظام المصري بالنظام الصيني تعود في الأساس إلى الصبغة الأيديولوجية التي يشترك فيها الطرفان، والتي تقوم على أساس الحكم الشمولي”.
ولفت المصدر إلى أن هذا البعد هو “ما جعل مصر تقف في معسكر الصين في أكثر من موقف، كان آخرها البيان الذي وقعت عليه مصر من بين 62 دولة، دافعت فيه عن الانتهاكات الصينية ضد أقلية الإيغور المسلمة (من أصول تركية) في إقليم تركستان الشرقية (إقليم شينجيانغ الصيني)، رداً على بيان صدر عن 43 دولة، بشأن انتهاكات الحكومة الصينية واسعة النطاق لحقوق الإنسان ضد هذه الأقلية”.
وكانت مصر من بين 14 دولة عربية وقعت على بيان صدر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واعتبر بمثابة دفاع عن ممارسات الصين القمعية بحق أقلية الإيغور. وهذه الدول هي: مصر، والسعودية، والجزائر، وتونس، والمغرب، والإمارات، وفلسطين، والعراق، ولبنان، وليبيا، والسودان، واليمن، وموريتانيا، والصومال. وجاء البيان حينها رداً على بيان صدر في اليوم ذاته، عن 43 دولة، أدانت فيه الانتهاكات الصينية واسعة النطاق بحق هذه الأقلية.
ولفت المصدر إلى أن “التعاون الأمني والاستخباراتي بين الصين ومصر يصل إلى مستويات عالية، وهو ما تجسد في تسليم مصر طلاب الأزهر الذين ينتمون إلى أقلية الإيغور (إلى الصين)”.
وكانت تقارير قد تحدثت، في سبتمبر/ أيلول 2017، عن أن قوات الأمن المصرية احتجزت نحو 70 طالباً أزهرياً من الإيغور، بعد مداهمة منازلهم ومطعم للطلاب في حي مدينة نصر، شرقي القاهرة، واعتقال 20 آخرين في مدينة الإسكندرية، قبل مغادرتهم البلاد، وأخبرتهم أنه سيجرى ترحيلهم إلى الصين، التي تفرض إجراءات أمنية مشددة على أقلية الإيغور منذ سنوات، تحدّ من حريتهم الدينية.
وبحسب المصدر، فإن “المسؤولين في الإقليم الواقع غرب الصين والموالين للنظام الصيني طلبوا من المسؤولين المصريين تسليم طلاب الإيغور الذين يعيشون في مصر، والذين تمّ اعتقال أهالي بعضهم، للضغط عليهم”.
سياسة إمساك العصا من المنتصف في أزمة تايوان
من جهته، قال دبلوماسي مصري سابق، عمل في السفارة المصرية بإحدى الدول العربية، إنه “على الرغم من العلاقات القوية التي تربط القاهرة وبكين حالياً، إلا أن مصر لا تريد أن تخسر الحليف الأميركي”. وأوضح أن “موقف مصر من الأزمة الصينية – الأميركية بسبب تايوان لا يختلف كثيراً عن موقفها من الأزمة الروسية – الأميركية بسبب أوكرانيا، إذ إنه لا يوجد توجه واضح لسياسة القاهرة في هاتين الأزمتين”.
وقال الدبلوماسي المصري السابق إن مصر، في الأزمة الأوكرانية وأزمة تايوان، “تعتمد فقط على محاولة إمساك العصا من المنتصف، وهذه السياسة أثبتت عدم جدواها في السابق، وتؤدي إلى فقدان طرفي الصراع الثقة بالحليف المصري”.
على المستوى الإعلامي، أكد مصدر من داخل شركة “المجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية” التابعة للمخابرات العامة المصرية، والتي تمتلك معظم وسائل الإعلام في البلاد، أن “التعليمات التي صدرت إلى رؤساء تحرير الصحف والمواقع تقضي بعدم نشر تقارير (حول الأزمة الصينية الأميركية) يمكن أن تقرأ على أنها انحياز لطرف على حساب الطرف الآخر، حتى اتضاح الصورة”.
في مقابل ذلك، أفردت صحف ومواقع مصرية رسمية، وإعلاميون محسوبون على النظام، في الوقت ذاته، مساحات ملحوظة للترويج للصين، إذ نشرت وكالة الأنباء الرسمية المصرية (وكالة أنباء الشرق الأوسط – أ ش أ) تقريراً حول الجيش الصيني، ذكرت فيه أن “جيش التحرير الشعبي الصيني كشف عن نشره أول صواريخ فرط صوتية في العالم تنطلق من مركبة إطلاق برية مضادة للسفن، من طراز دي أف 17، والذي وصفته وسائل الإعلام الصينية بأنه “قاتل حاملات الطائرات”، وهو ما يعد تهديداً مباشراً للولايات المتحدة”.
المذيع والصحافي أحمد موسى، المعروف بولائه الشديد للأجهزة الأمنية في مصر، روّج أيضاً للموقف الصيني من الأزمة، وقال في برنامجه التلفزيوني “على مسؤوليتي” إن الصين “لن تتراجع عن تهديداتها بشأن زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي، إلى تايوان”. وأضاف أن بكين “سترد عسكرياً على زيارة بيلوسي، وبدأت تجري تدريبات عسكرية”، مشيراً إلى “نشر الصين فيديو لتدريب قواتها المسلحة وإجراء تدريبات في محيط تايوان، وتحريك حاملتي طائرات، يتبعها غلق كل موانئ تايوان”، على حد قوله.
المصدر: الشادوف+ترجمة+مواقع إخبارية