عشية اجتماع النقب..قتيلان من شرطة الاحتلال واستشهاد المنفذيْن شمال تل أبيب
قبيل ساعات من اجتماع عربي-اسرائيلي غير مسبوق بالنقب المحتلة يوم غد الاثنين، يضم وزير الخارجية الأميركي ووزراء خارجية 4 دول عربية إضافة الى اسرائيل، لقي 4 أشخاص مصرعهم في عملية استشهادية تم خلالها تبادل لإطلاق النار، مساء اليوم، الأحد، ما أسفر عن مقتل شرطيين إسرائيليين إضافة لاستشهاد منفذَي العملية وإصابة 4 آخرين.
وكشفت وسائل اعلام من الداخل الفلسطيني المحتل النقاب عن أن منفذَي العملية هما الشابان ( أيمن اغبارية وإبراهيم اغبارية) من مدينة أم الفحم. وقُتِل المنفذان برصاص عناصر من وحدة الـ”مستعربين” تواجدوا بالقرب من موقع العملية في شارع “هربرت صموئيل” في الخضيرة.
وذكرت مواقع إعلامية فلسطينية نقلا عن القناة “13” الإسرائيلية أن مسلحيْن فلسطينيين فتحا النار على عناصر من الشرطة، مما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الشرطة وإصابة 4 آخرين.
وقال متحدث باسم شرطة الاحتلال الإسرائيلية إن شخصين قدما من مدينة أم الفحم وصلا إلى شارع هربرت صموئيل في مدينة الخضيرة شمال تل أبيب، وشرعا في إطلاق النار على قوة من الشرطة، ما أسفر عن مقتل اثنين من الموجودين في المكان.
وأكد مسؤول في الشرطة أن العملية أسفرت عن مقتل عنصري شرطة وإصابة 3 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة. فيما أكدت الطواقم الطبية نقل أربعة أشخاص إلى المستشفى بحالة تتراوح بين المتوسطة والخطيرة، وتقديم العلاج لاثنين آخرين في مكان العملية.
وأظهرت المقاطع المصورة التي وثقت العملية أن مسلحا ببندقية أطلق النار تجاه عناصر أمن إسرائيلية لحظة نزولهم من حافلة. وبعد إصابة عناصر الأمن انضم شخص آخر إلى المنفذ بعد أن استولى على بندقية أحد المصابين.
ووفقا للتقارير، فإن عناصر من وحدة “المستعربين” التابعة لقوات “حرس الحدود” بزي مدني، تواجدوا بالقرب من المكان، ردوا بإطلاق النار ما أسفر عن مقتل المنفذين.
وقال مسؤول في الشرطة إن عمليات البحث جارية للتأكد “من عدم وجود مشتبه بهم آخرين في المنطقة”. مشيرا إلى “عمليات اعتقال وحملات تفتيش” محتملة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وعقد وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، مداولات أمنية في أعقاب العملية، بمشاركة كل من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك، رونين بار، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (“أمان”)، أهارون حاليفا. ووصل رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، وعدد من وزراء الحكومة إلى موقع العملية، وقام متظاهرون غاضبون بطردهم من المكان احتجاجا على تزايد العمليات الاستشهادية الفلسطينية ضد الجنود والمدنيين الاسرائيليين.
اجتماع غير مسبوق
جاء ذلك فيما بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مساء الأحد، اجتماعا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة التي تترقب غدا الاثنين زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وأفادت تقارير بأن وزير الخارجية الأميركي سيبحث مع الرئيس الفلسطيني سبل إحياء عملية السلام، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، وإعادة فتح مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، كما سيتناول الجانبان استئناف الدعم المالي الأميركي للسلطة الفلسطينية، المتوقف منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وتوقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ أبريل/نيسان 2014، جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن أسرى قدامى وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو/حزيران 1967.
وكان بلينكن وصل إسرائيل السبت للمشاركة في قمة هي الأولى من نوعها تجمعه مع نظرائه من إسرائيل ومصر والإمارات والبحرين والمغرب. وقال بلينكن إنه ناقش وبينيت خطة الحفاظ على الهدوء هذا العام خلال شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل وعيد الفصح اليهودي الذي يتزامن معه.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة قيام “جميع الأطراف بمنع إثارة التوترات بما في ذلك التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
في السياق ذاته، ذكر التلفزيون الفلسطيني أن العاهل الأردني الملك عبد الله سيجري محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس غدا الاثنين بالضفة الغربية المحتلة.
ومن المتوقع أن تركز الزيارة على جهود خفض التوتر في الضفة والقدس المحتلتين قبل شهر رمضان الذي يحل بعد أيام.
وتأتي هذه العملية بعد أقل من أسبوع على عملية طعنا ودهسا نفذها شاب من بلدة حورة في النقب في مدينة بئر السبع، وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص.
وفي ردود الأفعال الفلسطينية، باركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العملية، وقالت في بيان لها إنها تأتي ردا طبيعيا ومشروعا على الاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وقالت حماس إن هذه العملية تثبت أن الشعب الفلسطيني ماض في طريق الدفاع عن أرضه ومقدساته بكل الوسائل.
من جانبه قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب إن عودة العمليات الفدائية في العمق الإسرائيلي ضرورية لردع العدوان والإرهاب الإسرائيلي، معتبرا أن العملية رسالة ردع قوية للمستوطنين وجنود الاحتلال عن جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني.
بدورها، باركت لجان المقاومة الشعبية العملية، وقالت إنها تشكل صفعة جديدة للمنظومة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية.
كما أشادت بالعملية الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيانين منفصلين، واعتبرتا أنها تأتي في سياق رفض الشعب الفلسطيني لكل أشكال التطبيع واللقاءات مع الاحتلال.
المصدر: الشادوف+وكالات الأنباء