عادل ابو هاشم يكتب: (هشام ابو هواش) يكشف فساد السلك الدبلوماسي الفلسطيني !!
كشفت معركة البطل المجاهد هشام أبو هواش المضرب عن الطعام في المعتقلات الصهيونية منذ أكثر من ١٤٠ يوماََ رفضاََ لاعتقاله الإداري حقيقة الدبلوماسية الفلسطينية التي وقفت موقف المتفرج عليها .. !!
فقد كشفت المعركة الأسطورية للبطل أبو هواش حجم الفساد في السلك الدبلوماسي الفلسطيني في الخارج، ووضع بعض المنافقين والانتهازيين والأفاقين ، والذين لا يملكون أي تاريخ نضالي أو سياسي في مناصب سفراء وممثلين لدولة فلسطين والسلطة الفلسطينية .. !!
و الوضعية المتردية للسفارات والممثليات الفلسطينية من حيث الترهل الإداري والتضخم الوظيفي، وما يصاحبه من عفن ومرض أدى بها إلى أن تكون عبئـًا ثقيلا على جالياتـنا، ومسيئة لسمعتـنا، وسببـًا لتـنفير الناس من قضيتـنا العادلة، وسببـًا في السخرية من كيانيتـنا السياسية ، بل والسخرية حتى من زعاماتـنا التاريخية .. !!
( وصل عدد السفارات الفلسطينية إلى ٩٥ سفارة مقابل ٧٨ سفارة لدولة الاحتلال ، و ١٠٣ بعثة دبلوماسية للسلطة مقابل ١٠٢ بعثة لدولة الاحتلال .. !! )
للتاريخ فانه لم تسئ الى القضية الفلسطينية على مدار تاريخها الطويل حالة شائكة بعد ” العملاء ” كما أساءت ” بعض ” السفارات والممثليات الفلسطينية للقضية .. !!
فهذه السفارات التي قدم الشعب الفلسطيني الدم والجهد والعرق والمال في سبيل إنشائها ليشعر المواطن الفلسطيني أينما كان بالطمأنينة والحماية لوجود علم بلده يرفرف على قطعة أرض يفترض أن تكون من وطنه السليب ، أصبحت أماكن للبطالة المقنعة ، وأماكن لممارسة أقصى حالات الاضطهاد ضد الفلسطينيين ، وبؤراً لكتابة التقارير السرية لأجهزة الأمن الفلسطينية ضد أبناء شعبهم .. !! وذلك بفضل سفراء دولة فلسطين العتيدة .. !!
هؤلاء “السفراء” الذين سمنت بطونهم، وانتفخت كروشهم وقروشهم من خلال ممارساتهم المستهجنة لشعب قدم الغالي والنفيس والتضحيات وقوافل الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل قضيته .. !!
هؤلاء “السفراء” تعلموا الحلاقة في رؤوس أيتام القضية الفلسطينية، وتفرغوا لحضور حفلات الاستقبال الدبلوماسية، وأصبحوا شيوخ ” البريستيج ” والبذخ والتبذير من أموال الأيتام والأرامل والثكالى الذين لا يجدون قوت يومهم في المخيمات الفلسطينية ، والذين ينـتظرون بفارغ الصبر ولشهور طويلة مخصصاتهم من أسر الشهداء ..!!
معظم السفارات الفلسطينية تحولت إلى ” تكايا ” لأبناء المسؤولين في السلطة ، ومصدر توظيف لهم ، كلٌ حسب نفوذ والده أو والدته ، والمرتبة التنظيمية لهما في حزب السلطة أي حركة فتح ، ومن النادر أن تجد فيها دبلوماسيا من أي تنظيم آخر .. !!
ملحقون عسكريون كل مؤهلاتهم وخبراتهم أنهم شاهدوا ” فيلما “عن الحرب العالمية الأولى .. !!
ملحق أمني كل مؤهلاته أنه قرأ قصص ” أجاثا كريستي وأرسين لوبين ” .. !!
ملحق اعلامي لا يفقه فالأعلام ، وكل مؤهلاته قراءة قصص ” تختخ وميكي ماوس ” .. !!
ملحق ثقافي كل مؤهلاته أنه حضر افتتاح معرض الكتاب في القاهرة .. !!
عشرات المصائب التي حلت بشعبنا من نقل السفارة الامريكية إلى القدس الى قضية ضم أجزاء من الضفة الغربية الى العدو مرورا بصفقة القرن والاقتحامات اليومية للجنود والمستوطنين الصهاينة للأقصى والقتل اليومي للرجال ونساء والشباب فاننا لم نسمع اي سفير فلسطيني له ندوة او محاضرة يشرح فيها مساوئ كل مصيبة من هذه المصائب .. !!
تعرض قطاع غزة إلى أربع حروب من قبل آلة العدو الصهيوني وعشرات الإجتياحات ولم يخطر في بال سفير ان يجمع الجالية الفلسطينية في الدولة التي يعمل بها ليفسر لهم آثار هذه الحروب والاجتياحات على شعبنا الصامد في قطاع غزة .. !!
ولكنا سمعنا عن عشرات المناضلين الذين أفنوا زهرة شبابهم للقضية، قام هؤلاء السفراء بتجميد رواتبهم ، وترحيلهم من البلدان التي يعيشون فيها إلى الشتات .. !!
عشرات المناضلين أبعدوا مع أطفالهم ونسائهم من البلدان التي يعملون بها بسبب سفرائنا النشامى .. !!
كنا نتمنى على وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن تبحث عن “سفرائها” أين هم الآن؟ وماذا فعلوا لقضيتهم في ظل الهجمة الامريكية – الصهيونية المتصاعدة على شعبنا ، وفي ظل سياسة التهويد والقتل المنظم اليومي والاعتقالات وهدم البيوت والتجريف والحصار والتجويع والتدمير المنهجي لمقدرات الشعب الفلسطيني .. ؟!
لو بحثنا في هذا الأمر فسنجد أن هؤلاء السفراء قد تعبوا من الجلوس في مكاتبهم الفارهة فذهبوا للاستجمام والراحة في مصائف أوروبا، وفي منازلهم الفارهة التي اشتروها من دماء الشهداء في العواصم العربية .. !!
هل وصل إلى مسامعكم أن سفيرا فلسطينيا قد بنى منزلا في الضفة الغربية وقطاع غزة . ؟!
هل سمعتم أن سفيرا فلسطينيا قد أنشأ مؤسسة أو مصنعـًا لخدمة أبناء بلده في الضفة وغزة . ؟!
الحقيقة المؤلمة أن سفراءنا الميامين قد بنوا عمارات في عمان ودمشق والقاهرة والرباط وبيروت بأسماء أبناءهم وزوجاتهم وأقاربهم للتهرب من القانون الذي لن يطبق عليهم في وجود مثل هذه السلطة ( من أين لك هذا.؟! ).
والحقيقة المؤلمة الأخرى أن هؤلاء السفراء قد وضعوا أبنائهم في مناصب قيادية في السفارات والممثليات الفلسطينية من مبدأ “جحا أولى بلحم ثوره”.!
والحقيقة الأكثر غرابة أن الكثيرين من هؤلاء السفراء من المنتفعين والمتسلقين والذين لم يكن لهم تاريخ نضالي سواء من الناحية العسكرية أو السياسية قد قفزوا على السطح للانقضاض على كعكة أوسلو، وأصبحوا يتباهون ويفاخرون ببطولات غير موجودة لديهم، ولا يعلمون هم أنفسهم شيئـًا عنها، واعتبروا أنفسهم فوق القانون وفوق الضوابط والحسابات .. !!
رحم الله الشهيد عمر النايف الذي اغتالته خلية لجهاز الموساد في قلب السفارة الفلسطينية في بلغاريا التي لجأ لها بعد هروبه من مخابرات العدو الصهيوني معتقدا ان سفارته يمكن ان تحقق الحماية له .. !!
في هذا الجو الكئيب أختم مقالي بالطرفه التالية :
بعد تعيينات السفراء الأخيرة اتصل محمود عباس بوالد أحدهم ليبشره بتعيين ابنه سفير لفلسطين لدولة ما .
فاجابه الاب الذي يعرف مسلكيات ابنه جيدا : آدي آخرة المشي البطال .. !!