طريق الساحل الشمالي بمصر يطيح برئيس الهيئة الهندسية للجيش..إيه الحكاية؟
تولى اللواء هشام السويفي رئاسة الهيئة الهندسية، بالقوات المسلحة المصرية، خلفاً للواء إيهاب الفار، الذي ظل يرأس الهيئة منذ مارس من العام 2019 بعد أن حل محل اللواء كامل الوزير الذي تسلم مهام منصبه كوزير للنقل فى حكومة الدكتور مصطفى مدبولي وتمت ترقيته لرتبة الفريق بعد أن أمضى 4 سنوات في رئاسة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية.
وقال مصدر مطلع وعلى اتصال بأعمال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إن تعيين اللواء هشام السويفي الذي كان يشغل منصب رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وإبعاد اللواء إيهاب الفار من رئاسة الهيئة، له صلة وثيقة بأزمة الطريق الساحلي الجديد، الذي تعرضت طريقة تنفيذه لانتقادات كثيرة من مغردين وإعلاميين مقربين من السلطة فى مصر بالاضافة الى المعارضين فى الخارج ونشطاء السوشال ميديا.
وأكد المصدر، الذي تحدث بشرط التحفظ على ذكر الاسم، أن السبب في وقوع الأخطاء كان “الضغط المستمر على المقاولين المنفذين للمشروع لسرعة تسليم الطريق الساحلي الجديد قبل حلول الصيف الحالي، مما أدى إلى هذه الأخطاء التي اعتبرها مغردون وإعلاميون ” أخطاء جسيمة وغاية في الخطورة”.
ولفت المصدر إلى أن أخطاء الطريق الساحلي الهندسية ليست الأولى، بل وقعت أخطاء مماثلة في مشاريع سابقة، مثل محور شنزو آبي شرق القاهرة، حيث جرى تسليمه دون تنفيذ دوارات ولا مداخل للمسارات الرئيسية في مدينة نصر شرقاً، واضطرت الهيئة الهندسية للتدخل لتعديله عقب افتتاحه بعمل 4 كباري إضافية وتعديلات أخرى لإصلاحه.
واستجابة لشكاوى ملاك الفيلات والشاليهات في قرى الساحل الشمالي من أغنياء مصر، وجه الجنرال السيسي، وزير النقل كامل الوزير، بـ”الإسراع في حل أزمة الطريق الساحلي الرابط بين محافظتي الإسكندرية ومطروح، والذي تسبب تصميمه الجديد في وقوع العديد من حوادث السير خلال الأيام الأخيرة”.
وتعهد وزير النقل في تصريحات، الاثنين، بحل أزمة طريق الساحل الشمالي في أقرب وقت ممكن، لا سيما مع بدء موسم الصيف، وذهاب الملاك إلى الفيلات والشاليهات الخاصة بهم لقضاء الإجازة، مدعياً أن هناك لجنة عاينت المشاكل الموجودة على الطريق، وجار التعامل معها بشكل فوري. علماً بأن مشروع تطوير الطريق نُفذ بواسطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة (الجيش).
من جهته، قال الإعلامي المقرب من النظام عمرو أديب، في برنامجه “الحكاية” المُذاع على قناة “إم بي سي مصر”، أمس الأحد: “الكثير يتحدثون عن خطورة طريق الساحل الشمالي على الأرواح، ومعاناتهم من السير عليه. وكل ما أطلبه من المسؤولين هو تقديم الحل؛ وأن تصدر الجهة المختصة بياناً واضحاً يكشف تفاصيل تطويره، سواء كانت هذه الجهة هي وزارة النقل أو الهيئة الهندسية بوزارة الدفاع”.
وأضاف: “يجب أن نعرف هل الطريق لم يُفعل بشكل كامل حتى الآن؟ أم أن هناك بعض السلبيات التي ظهرت بعد الانتهاء منه؟ وسيتم إيجاد الحلول لها. مر شهر الآن، والناس تتحدث عن أزمة طريق الساحل الشمالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي نحن ننتظر بيان أي جهة يكشف لنا الحقيقة”.
أما الإعلامي أحمد موسى، فقال في برنامجه “على مسؤوليتي” المُذاع على قناة “صدى البلد”، إنه “تلقى فيديوهات عديدة من مواطنين سافروا إلى بعض القرى السياحية على طريق الساحل الشمالي، وواجهوا خطورة على حياتهم”، مستطرداً “أنا لست مهندساً أو خبيراً في الطرق؛ ولكن يبدو أن هناك مخاوف من بعض الناس من هذا الطريق. وعلى الشخص المسؤول أن يخرج ويقول لنا: هل هذا الطريق صمم بطريقة صحيحة أم خاطئة؟”.
وتابع: “نريد تصريحاً من أي مسؤول يكشف حقيقة هذا الأمر، ويعترف بوجود مشاكل تحتاج إلى الإصلاح في الطريق، خاصة أنه كان طريقاً مظلماً ومرعباً، وكنا نسميه في مصر طريق الموت. أنا لم أذهب إلى الساحل الشمالي بعد هذا الصيف، والبعض يقول إنه في حالة رغبتهم دخول أي قرية سياحية أو الخروج منها؛ فيجب أن يسيروا في اتجاه عكسي، أو في طريق للذهاب والإياب معاً من دون فواصل”.
وكان الفنان المصري هشام ماجد قد حذر جمهوره ومتابعيه من السير على طريق الساحل الشمالي، قائلاً في تدوينة نشرها عبر حسابه بموقع “فيسبوك” هذا الأسبوع: “طريق الساحل الجديد صعب ومعقد وسيئ وخطر جداً… ربنا يستر على الناس”.
من جهته، تقدم عضو مجلس النواب أيمن أبو العلا، ببيان عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير النقل، بشأن سوء التخطيط الذي صاحب أعمال تطوير طريق الساحل الشمالي، وما قد يترتب عليه من “كوارث وحوادث”، نظراً لأنه يشهد كثافات مرورية في أيام الأعياد والإجازات، وهو ما يعرض حياة المواطنين المسافرين لقضاء إجازاتهم للخطر.
ورغم إعادة رصف وتطوير طرق الطريق الساحلي الدولي بكلفة 3.4 مليارات جنيه بين عامي 2014 و2018، وفقاً للبيانات الرسمية؛ إلا أن السيسي وجه العام الماضي بإعادة رصف وتطوير الطريق مجدداً، ما يكشف بوضوح حجم الفساد في مشروعات الطرق التي يشرف الجيش على تنفيذها.
ويتهم مراقبون الرئيس المصري بـ”إهدار المئات من مليارات الجنيهات على مشروعات الطرق والجسور غير المطابقة للمواصفات القياسية”، والمنفذة بواسطة الهيئة الهندسية للجيش بالأمر المباشر، من دون مناقصات، وسط اتهامات واسعة بالفساد جراء إعادة رصف وتطوير الطرق خلال فترات زمنية متقاربة؛ عوضاً عن تخصيص هذه الأموال لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في قطاعات هامة مثل الصحة والتعليم.
وقالت الإعلامية المقربة من السلطة لميس الحديدي، في رسالة انتقاد مهذبة لوزير النقل كامل الوزير، قالت فيها: “لا أدري إن كنت في أيام قليلة ستتمكن من إصلاح كباري “البلاي ستيشن” في طريق الساحل أو إنقاذ المليارات التي أنفقت، أو الاستثمارات المعرضة للخطر، لكن ما نرجوه هو أن تحاول إنقاذ الأرواح حتى لو أغلقت الكباري العظمي مؤقتا”.
وقال وزير النقل والمواصلات الفريق كامل الوزير، في تصريحات متلفزة مؤخراً، إن توجيهات رئاسية صدرت لحل مشكلة الطريق الساحلي الدولي. وتشكلت لجنة متخصصة عاينت المشكلات الموجودة على الطريق، للتعامل معها بشكل فوري.
وأوضح وزير النقل المصري، خلال اجتماع سابق لاستعراض موقف مشروعات الطرق الجاري تنفيذها فى نطاق الساحل الشمالي، أنه يجري تعظيم الجهود المبذولة لإقامة المزيد من الطرق والمحاور، وربطها بخطط الدولة التنموية في مختلف القطاعات.
وأشار كامل الوزير، خلال الاجتماع، إلى مشروعات الطرق الجاري إقامتها وتطويرها ورفع كفاءتها فى نطاق الساحل الشمالي، موضحاً أنَّه تم تقسيم تلك المشروعات إلى 5 قطاعات، تتضمن المسافة من بورسعيد شرقاً وصولاً إلى السلوم غرباً، على طول الساحل الشمالي المطل على البحر المتوسط، ويشارك في تنفيذ أعمال التطوير ورفع الكفاءة كل من وزارتي النقل والإسكان بالإضافة إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
واعُتبر الفار رجل الهيئة الهندسية القوي، حيث تولى رئاسة الهيئة خلفاً للواء كامل الوزير، لاستكمال باقي المشروعات التي تشرف عليها الهيئة بمختلف مناطق مصر في أوقات قياسية على ضخامتها نزولاً عند أوامر الرئيس عبد الفتاح السيسي.
المصدر: الشادوف+صحف عربية