طالبان تدخل القصر الرئاسي في كابول بعد فرار الرئيس أشرف غني
سيطرت حركة طالبان على القصر الرئاسي في كابول دون وقوع أي اشتباكات مع حراس الأمن. وقال أحد قادة الحرس الرئاسي التابع للرئيس الأفغاني الفار أشرف غني، في مقابلة حصرية مع قناة الجزيرة الإخبارية، إنه تم تسليم القصر إلى قادة طالبان.
وقال أحد قادة طالبان للقناة، من داخل القصر، إن الحركة تسعى إلى “حكومة تشاركية” في أفغانستان. غير أنه قال إن القرار النهائي يعود إلى المكتب السياسي للحركة. وقد أزال مقاتلو طالبان علم أفغانستان من القصر.
وقالت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية الرسمية إن مقاتلي الحركة دخلوا القصر الرئاسي مساء الأحد بعد أن “وافقت” قوات الأمن المتمركزة في القصر على “دعوة طالبان للسلام”. وقالت الوكالة إن مقاتلي طالبان موجودون الآن في معظم مناطق العاصمة الأفغانية لـ “ضمان أمن المدينة”.
وباتت أفغانستان على وشك الوقوع بالكامل تحت سيطرة حركة طالبان مع فرار الرئيس أشرف غني من البلاد. وتفيد الأنباء بأن الرئيس الأفغاني قال في منشور له على فيسبوك إنه غادر البلاد تجنباً لإراقة الدماء. وقد وصل مسلحو طالبان إلى ضواحي العاصمة كابول في وقت مبكر الأحد.
وسعى الناس إلى الأمان من القتال في كابول ولكن كانت هناك مشاهد ذعر. وقد أحكمت طالبان سيطرتها على البلاد بأكملها تقريباً مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة.
وتداعت الدول الغربية أيضاً لإجلاء مواطنيها. وأرسلت الولايات المتحدة مروحيات عسكرية لنقل الموظفين من مجمع السفارة المحصن جداً في كابول إلى المطار. وقالت وزارة الداخلية الأفغانية إن مفاوضات أُجريت بشأن ضمان الانتقال السلمي للسلطة.
وفي رسالة تطمين للأفغان، قال سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان لبي بي سي: “نؤكد للشعب في أفغانستان أنه لن يكون هناك انتقام من أي أحد”. وقالت السفارة الأمريكية في وقت لاحق إن تقارير وردت حول وقوع إطلاق نار في مطار كابول. وحذرت المواطنين الأمريكيين في المنطقة بوجوب الاحتماء نظراً لأن “الوضع الأمني يتغير بسرعة”.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية إن مطارات الإمارات العربية المتحدة ستعمل على تسهيل إجلاء البعثات الدبلوماسية التابعة لفرنسا والمملكة المتحدة وكندا واستراليا والولايات المتحدة وألمانيا ومصر من أفغانستان. وتخطط روسيا للدعوة إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في أفغانستان.
وأعلنت موسكو أنها لن تغلق سفارتها في كابول لأنها تلقت ضمانات أمنية من طالبان. ونقل عن متحدث باسم السفارة الروسية في كابول إن موسكو مستعدة للتعاون مع حكومة مؤقتة في أفغانستان. ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الأحد إلى عدم الاعتراف بحكومة لطالبان في أفغانستان من جانب واحد.
ويأتي دخول حركة طالبان كابول بعد عشرين سنة من طردها منها بعد غزو عسكري بقيادة الولايات المتحدة. وتقول تقارير إن كثيرا من الناس في العاصمة الأفغانية يحاولون الوصول إلى مطار كابول حتى أن بعضهم تركوا سياراتهم في الطريق وتوجهوا إلى المطار سيرا على الأقدام بسبب التكدس المروري.
وسادت حالة فوضى في كابول، إذ تزاحم كثيرون على ماكينات الصراف الآلي لسحب النقود، وتكدس آخرون أمام مكتب جوازات السفر ومراكز استخراج تأشيرات دخول الدول الأجنبية. غير أن شاهين قال لبي بي سي إن “الناس في كابول لا ينبغي أن يقلقوا على الإطلاق، فأرواحهم وممتلكاتهم في أمان”.
وأضاف: “نحن في خدمة هذا الشعب وهذا البلد”، مؤكدا أن طالبان لا تريد أن يهرب الناس إلى خارج البلاد، لكن تريدهم أن يبقوا وأن يشاركوا في إعادة إعمارها بعد انتهاء الحرب. كما أكد أن طالبان سوف تمنح النساء الحق في التعليم والعمل.
ودافع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قراره بالإسراع من وتيرة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، قائلا إنه لا يجد مبررا “للوجود العسكري الأمريكي اللانهائي وسط صراع أهلي آخر في البلاد”. وتقوم الولايات المتحدة في الوقت الراهن بإجلاء بعثتها الدبلوماسية ومواطنيها من سفارتها لدى كابول وسط تقارير تشير إلى أن أمريكيين يُنقلون على متن طائرات حربية من مطار كابول الذي يوجد به 5000 من القوات الأمريكية التي تشرف على عملية الإجلاء.
المصدر: الشادوف+وكالات أنباء