صحف مصرية تطالب الإمارات بمراجعة موقفها من السد…وجمعيات خيرية تصادر رمضان!
يعد اليوم الأحد هو يوم فارق في الصراع المصري-الإثيوبي، لأنه اليوم الذي ألقى فيه وزير الخارجية سامح شكري قنبلة صوتية، أرقت مضاجع المصريين، معلناً أن الملء الثاني للسد “أمر محمود، ولا يمثل أي ضرر بالمصريين” .
شكري بذلك يمحو كلاماً واضحاً لكبار المسؤوليين المصريين الحاليين والسابقين، الذين أكدوا أن السد خراب على مصر وأهلها، بل المثير للأسى والدافع على البؤس والشعور بالخيبة، أن مذكرة الوزير سامح شكري قبل عام للأمم المتحدة، كان قد ذكر فيها أن الملء الثاني بدون اتفاق، سيؤدي إلى ضرر خطير على مصر، فهل للوزير خطابان؟!!، أحدهما للداخل وعكسه للخارج، باعتبار أن الداخل لا يتابع تصريحات الوزير للخارج والعكس صحيح.
المؤكد أن اثيوبيا تتابع كلا الخطابين الصادرين عن النظام المصري سواء الموجه منها للداخل أو الموجه للخارج. واعتبر كثيرون، كما أشارت صحف مصرية يومي السبت والأحد 17 و18 إبريل/نيسان أن كلام الوزير المصري يتقاطع مع كلام الرئيس السيسي، الذي تحدث بلهجة غاضبة واضعاً خطوطا حمراً في وجه الإثيوبيين، ومحذراً من رفض التنازل عن أي نقطة ماء من حصة مصر.
ومن تقارير الصحف أمس: أكد اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، أن الوزارة تستهدف خلال السنوات الخمس المقبلة تنفيذ 30 ألف مشروع صغير ومتناهي الصغر، من خلال صندوق التنمية المحلية التابع للوزارة، بقروض تقدر بـ200 مليون جنيه، لتوفير فرص عمل للشباب والمرأة المعيلة، لافتاً إلى أهمية هذه المشروعات في الاستفادة من الخامات الموجودة في البيئة المحلية، وتحويلها إلى منتجات جديدة قابلة للاستخدام، مثل مشروعات الصناعات الغذائية والحرفية.
ومن أخبار المحاكم: شهدت محكمة جنايات القاهرة في التجمع الخامس، حالة من الصراخ لفتاة التوك توك مودة الأدهم، التي تم إيداعها قفص الاتهام، وظلت تبكي وتصرخ مرددة «خرجوني من هنا» قبل محاكمتها مع حنين حسام و3 آخرين، في اتهامهم بـ«الاتجار بالبشر». وأمس كذلك تعرض الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب، لحادث مروري أثناء ذهابه إلى محافظة البحيرة، وتم نقله لمستشفى في مدينة السادس من أكتوبر، وجار متابعة حالته الصحية.. ومن أخبار الراحلين خيم الحزن على أوساط قضاة مصر ومختلف الأوساط السياسية إثر وفاة نائب رئيس محكمة النقض الأسبق، والمرشح لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2012 المستشار هشام البسطويسي، عن عمر يناهز 70 عاما، وجرى تشييع جنازة الفقيد من مسجد السيدة نفيسة. ومن أخبار الاقتصاد: كشف أبوالفتوح مبروك، نائب رئيس شعبة الثروة الداجنة في غرفة القاهرة التجارية، انخفاض سعر كيلو الدواجن في المزارع إلى 25 جنيها، مسجلا انخفاضاً بقيمة 5 جنيهات، ويباع للمستهلك بسعر يتراوح ما بين 29 و30 جنيها.
وصلت الأزمة إلى حافة الهاوية، بعبارة أخرى وكما قال ياسر رزق في “أخبار اليوم”، نقف عند مفترق طريقين إما المؤدي لاتفاق قانوني ملزم يحدد قواعد ملء وتشغيل السد، عبر وساطة افريقية لم تنجح حتى الآن، أو ضغوط دولية، وإما المؤدي إلى مواجهة لا بديل عنها لحماية حق شعبي مصر والسودان في الوجود. الخيار بيد القيادة الإثيوبية وحدها، إذا أوقفت عربة العناد قبل أن تسقط بها في هاوية الخراب، وأصغت أذنيها إلى صوت العقل المصري، الذي يدعو مع صون حق الشعب المصري، إلى ضمان تطلعات الشعب الإثيوبي في التنمية، بل يفتح الأبواب على مصاريعها نحو تعاون على أوسع نطاق، في مجال ترشيد موارد المياه المهدرة هباء على أرض إثيوبيا، ودفع عجلة التنمية لهذا الشعب الذي يزيد عدد سكانه على 110 ملايين نسمة. الوقت في هذه الأزمة ليس ترفاً، إنما هو أقرب لقنبلة نووية موقوتة بتاريخ محدد، هو الملء الثاني لخزان سد النهضة، دونما اتفاق، ودونما تنسيق، ودونما حفظ لحق مصر الكامل غير المنقوص من حصتها في مياه النيل. الغريب في أمر أزمة سد النهضة، لمن يتابع فصولها بموضوعية وإنصاف، أن القيادة المصرية تبدو مع حرصها على مصالح البلاد ومقدرات الشعب، أكثر حرصاً على مصلحة الشعب الإثيوبي وأمنه واستقراره ومستقبله من القيادة الإثيوبية.. ذلك أن رئيس الوزراء الإثيوبي الذي أعطيت له جائزة نوبل للسلام لأسباب لم تعد خافية على أحد، لا يبالي في سبيل صراعات السلطة ومنافسات الانتخابات التي تبدأ يوم 5 يوليو/تموز المقبل، بمصير شعب بلاده، ويبدو أنه يظن أن العدوان على حق الشعبين المصري والسوداني في الحياة، من شأنه أن يجمع حوله الرأي العام الإثيوبي، عبر لي ذراع الحقائق، وتحويل الأزمة إلى قضية كرامة وطنية.
الخيار صفر
الحقيقة التي انتهى إليها ياسر رزق، أن سوء التقدير الذي يحالفه حتى الآن، لن يحفظ له سداً ولن يصون شعباً، ولن يحمي دولة، بل سيفتت مكوناتها، في حرب أهلية ضروس، تزداد بها يداه تلطخاً بدماء أكثر غزارة من تلك التي أراقها في إقليم تيغراي المنكوب. عندما تقول مصر إن كل الخيارات مفتوحة في أزمة سد النهضة، فالمعنى أن السيناريوهات الموضوعة ليست بدائل متاحة للاختيار في ما بينها، وإنما هي خطوات متتابعة متصاعدة، تبعاً لقرار الجانب الإثيوبي، بكل الخيارات المتاحة بدءاً من الأداة الدبلوماسية، التي شارفت صلاحيتها على الانتهاء، وصولاً إلى الخيار (صفر) الذي لا نتمناه، لكننا لن نتردد في اللجوء إليه كملاذ أخير. لا تحتاج مصر في خياراتها إلى دعم من أحد، ولا إسناد من دولة، إنما تريد الحكمة من منظمات إقليمية ودولية، وحسن التقدير من جانب قوى عظمى مؤثرة. الصراحة تقتضى القول إنه لا بد من أن تراجع دول شقيقة نفسها، وأن تبدد غيوم الريبة التي تظلل موقفها إزاء أزمة سد النهضة. شعب مصر الذي قد يغفر ولو على مضض، سوء التقدير في سياسات قصيرة النظر، لن يتسامح أبداً مع غدر نوايا وطعن في الظهر، سواء من جانب شقيق جانح، أو من جانب عدو يظن أن فرو الأغنام لو ارتداه، يجعل من الذئب حملاً وديعاً.
الملك لله
نصح الدكتور الشافعي محمد بشير في “الوفد” آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا بأن يفتح المصحف الشريف في شهر رمضان المبارك، ليقرأ في سورة الحجر قول ربنا سبحانه وتعالى في شأن مياه النيل (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماءً فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين)، فالله سبحانه وتعالى خالق نهر النيل وأجراه من الجنوب للشمال، بميول أرضية لأكثر من ستة آلاف كيلومتر، لكي يصل إلى مصر والبحر الأبيض المتوسط بحكمة قدرته سبحانه وتعالى، ليمنع دول المجرى الأعلى للنهر من تحدي مشيئته في جريان المياه لسقيا الأرض والإنسان والحيوان بالعدل والانصاف. وليس كما يقول مسؤولون إثيوبيون، إن النهر نهرهم والمياه مياههم والسد سدهم، ولا تستطيع أي قوة منع إثيوبيا من تشغيل السد لحجز أكثر من 74 مليار متر مكعب من المياه، وحرمان السودان ومصر من حقهما الطبيعي في مياه النيل بأمر الله ومشيئته، وهو حق كفله أيضاً القانون الدولي عن الأنهار الدولية، كما سجلتها اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1997 التي عبر عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأيدته فيه دول كثيرة وروسيا. ومرة ثانية نشير على آبي أحمد رئيس الوزراء المسلم في أول أيام شهر رمضان المبارك بأن يفتح المصحف الشريف ويتابع الآيات التي لا توافق على الأفكار الإثيوبية المتحكمة في النهر الدولي، الذي تحدث عنه كبار علماء الجيولوجيا والزلازل وحذروا من الاستقلال بملء بحيرة سد النهضة، بدون اتفاق مع مصر والسودان ليتجنب انهيار السد بالزلزال، إذ أجمع علماء الجيولوجيا والزلازل على أنه سد إثيوبيا يقع على فوالق في القشرة الأرضية مهيأة لإثارة الزلازل تحت جسم السد والبحيرة التي تحتجز ثقلا كبيرا من المياه يتسبب في حدوث زلازل خطرة تصل حتى 6.5 درجة بمقياس ريختر.
مذعورون لهذا
نبقى مع محنتنا الكبرى بصحبة عبد القادر شهيب في “فيتو”، بعد إخفاق آخر جولة مفاوضات جمعت مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة تناثرت أحاديث على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أن الولايات المتحدة تقوم بضغوط على مصر حتى تستبعد الخيار العسكري من خياراتها لحل أزمة سد النهضة، بعد التحذيرات التي وجهها الرئيس السيسي لإثيوبيا، والتي أكد فيها أن كل الخيارات مفتوحة، وأن أحدا لن ينال من حقوق مصر في مياه النيل، محذرا من يفكر في ذلك. واستند هؤلاء إلى تصريحات أمريكية رسمية تحدثت عن رغبة واشنطن في إعادة الدول الثلاث إلى مائدة التفاوض لحل تلك الأزمة سياسيا، رغم أن هذه التصريحات تضمنت أيضا رفضا للإجراءات أحادية الجانب، التي تصر عليها إثيوبيا بالملء الثاني للسد، بدون اتفاق قانوني ملزم مع مصر والسودان. ثم تناثرت أحاديث أخرى أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن أن الضغوط الأمريكية استمرت ليس فقط من أجل أن نستبعد الخيار العسكري، وإنما لكي نقبل بأن تقوم إثيوبيا بالملء الثاني للسد، ما دمنا قادرين على احتواء آثار ذلك، اعتمادا على ما لدينا من مخزون من المياه في بحيرة السد العالي، رغم أن السودان الشقيق سوف يعاني كثيرا من ذلك بدون تنسيق وتعاون مع الجانب الإثيوبي.
سلطة جديدة
أكد محمود العلايلي في “المصري اليوم” أن العديد من رواد منصات التواصل الاجتماعي يعتبرون أنفسهم المُحرِّكين الرئيسيين للأحداث الكبرى، فهم يعتبرون أنفسهم المتسببين في وقف العمل بقانون الضرائب العقارية، كما يعتبرون أنفسهم الدافع إلى سرعة القبض على متحرش المعادي ومحاكمته، بالإضافة إلى إيقاف مسلسل أحمس، لما يعتبره البعض إخلالًا بالوقائع التاريخية المعروفة عن ذلك العصر، إلا أن رواد المنصات لم ينجحوا مثلًا في تحويل مسار قانون الأحوال الشخصية من الأزهر إلى أي هيئة مدنية، كما لم يفلحوا نهائيا في خلق رأى عام في ما يتعلق ببعض القضايا الحقوقية، كما لم يتفقوا على بعض المسائل البديهية مثل التضييق على حرية التعبير، أو التوسع في توجيه الإعلام. الحقيقة أن ما ذكرت على سبيل الأمثلة لا يمكن اعتباره الحقيقة الكاملة، لأن هناك حقائق أخرى لا تكتمل الصورة بدونها، بل لا تُعد الصورة حقيقية إلا باكتمالها، ولذلك حتى نعتبر منصات التواصل الاجتماعي إعلاما بديلا حقا، فإنه علينا رصد الخلفيات المصاحبة لكل حدث، والآليات المُوجِّهة لكل رأي، والتكنولوجيا المؤدية إلى كل ترند، وكيفية صعوده وانتشاره، أو العكس لأن الكثيرين من رواد تلك المنصات، يعتبرون أن الآراء الغالبة آراء مستقلة بحكم أنهم مستقلون، ويفوتهم دائما أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تتحكم مبدئيًا في كيفية نشر الأخبار وترتيب أولوية التعليقات، وحجب أو إظهار بعضها بداعي الحفاظ على الأمن أحيانا، أو عدم سيادة تيارات معينة أحيانا أخرى، وذلك بادعاء ساذج أن هذا الأمر يخلو من تدخل العنصر البشري نهائيا، بالإضافة إلى ما يُطلق عليه الكتائب الإلكترونية، ودورها في إنشاء حسابات تعمل من أجل أهداف محددة، قد تكون معك اليوم وقد لا تقف في صفك غدًا، وذلك عن طريق نشر أخبار إيجابية بهدف الدعم والتأييد لمواقف معينة، أو بنشر أخبار كاذبة أو مغلوطة أو ناقصة بهدف توجيه الرأي العام لوجهة معينة.
بيزنس أم صدقات؟
استكمالا لملف التبرعات والجمعيات الأهلية، الذي اهتم به أكرم القصاص في “اليوم السابع”، أكد الكاتب أن وجود هذه الجمعيات أمر ضروري، إذ يساهم في دعم المؤسسات الصحية والاجتماعية والتعليمية. لكن ما نراه سنويا في رمضان، أن هناك مشروعات ومباني تظل في كل سنة بلا أي تقدم، على الرغم من تدفق الملايين عليها، فلا نرى حجر أساس أو طوبة أو تجهيزا، وهو ما يذكرنا بعدد من جامعي التبرعات في التسعينيات، كان الرجل يقف في ميدان طلعت حرب بالميكروفون ويردد: «تبرعوا لبناء مسجد»، وتمرّ السنوات ولا يقوم المسجد، ونكتشف أن أغلب هذه الأموال تذهب إلى مصارف أخرى، ليس من أهدافها الخير، ويثرى من ورائها مليونيرات البيزنس الخيري. هناك جمعيات أو مؤسسات تنفق على الدعاية وعلى أعمالها بنوع من التوازن، وفي المقابل، فإن بعض المؤسسات تجيد الدعاية ولا تفعل خيرا، وتدخل في أنواع من التواطؤ وشبكات الفساد. هناك بالفعل غياب للمعلومات عن حجم ما تستقبله كل جمعية من أموال، وتقدير الأمر يتناسب طرديا مع حجم الإعلانات والدعاية، التي تقوم بها هذه الجمعيات، وحسب نظرية التسويق الدعائي، فإن كل جنيه يصرف على الدعاية يعود بعشرة جنيهات، لكن هذه الجنيهات العشرة التي يدفعها المتبرع وفاعل الخير، بناء على تأثيرات الدعاية، لا تذهب منها سوى ثلاثة أو أقل للفقير أو المريض أو البناء القائم من سنوات لمركز أورام أو قلب.
أين تذهب؟
بعض التقديرات التي رصدها أكرم القصاص، تشير إلى أن الجمعيات الأهلية والخيرية تتلقى 8 مليارات جنيه سنويا، منها 2 مليار خلال شهر رمضان وحده، لكن تتوزع النسب على 29 ألف جمعية نشيطة، وتجمع الجمعيات الخيرية أكثر من 80% من التبرعات السنوية خلال شهر رمضان، لرغبة الكثيرين في إخراج الزكاة والتصدق، لكن المفارقة أن الجمعيات الشهيرة والمحترفة تنفق 200 – 300 مليون جنيه على الدعاية والإعلان، وإذا كان الجنيه يعود بعشرة، فإن هذه الجمعيات تجمع ما بين 2-3 مليارات جنيه خلال شهر رمضان فقط، ويرى المحترفون أن الدعاية ضرورية، وأن المؤسسات التي تعجز عن الدعاية لنفسها تفشل في جمع أي أموال على عكس المحترفين الكبار، ففي حين تنجح جمعيات شهيرة في جمع المليارات، تعجز مؤسسات مثل، المعهد القومي للأورام أو أبو الريش وعشرات المستشفيات، عن جمع ولو واحد في المئة مما يجمعه المحترفون الكبار، على الرغم من أن هذه المؤسسات تقدم خدمات مجانية بالفعل، أضعاف ما تقدمه مؤسسات الدعاية والاحتراف. هناك عشرات القصص عن الجمعيات الشهيرة المحترفة، التي تنجح في استدرار عطف المواطنين وتفتح جيوبهم، لكن هذه الجمعيات لا تستجيب لطلبات كثيرة، وبينما تجمع الأموال بخطوط ساخنة، فهي في الخدمات «باردة»، وهنا نحن أمام مفارقة، المجتمع بحاجة إلى دور الجمعيات الأهلية والتوسع فيها، لكن هذه الجمعيات تنفق في الخير أقل من ربع ما يتبرع به المصريون، وتبالغ في الإنفاق على الدعاية، وترعى أفرادا وأنشطة لأهداف دعائية. وبقدر ما يشعر المواطن بالغضب من حجم الدعايات، التي تنفق عليها الجمعيات، فهم يحتارون من شح هذه الجهات في الإنفاق على المرضى أو الفقراء، أو استكمال مبان لم تضع طوبة طوال عشر سنوات وأكثر، والواقع أيضا أن المحترفين يبتكرون طرقا تسهل على المواطن التبرع في الخارج، أو الداخل «خطوطا ساخنة وطرق دفع إلكترونية»، بينما المؤسسات المحتاجة فعلا تعوم فوق بيروقراطية، تعرقل تلقي التبرعات، مما يصرف المواطن إلى المحترفين.
مرحباً بالملكات
أشاد عبد اللطيف المناوي في “المصري اليوم” بفتح الأبواب أمام الجمهور لمشاهدة المومياوات الملكية الـ22، التي كان حفل نقلها من المتحف المصري في التحرير إلى متحف الحضارة في الفسطاط، مبهرا للعالم كله. بعد إتاحة عرضها على الجمهور بشكل رسمي. سيكون المصريون على موعد جديد مع معرفة تاريخهم، وتاريخ أجدادهم العظماء. غدًا، سيكون المصريون على موعد آخر مع الفخر والاعتزاز بحضارتهم المجيدة الضاربة في جذور التاريخ. غدًا، ستكون مومياوات الأجداد معروضة في فتارين العرض المخصصة لها داخل قاعة المومياوات، تمهيدا لاستقبال الزائرين في اليوم الموافق ليوم التراث العالمي، الذي أحسنت وزارة الآثار اختياره ليكون ذا دلالة كبرى، للتأكيد على حرص مصر على الحفاظ على تراثها الأثري. خلال الأيام الماضية، كان طاقم العمل في المتحف يعمل كخلية نحل لا تهدأ ولا تكل، بعد استقبالهم المومياوات بعد الحفل الأسطورى، حيث تم استخراجها من كبسولة الحفظ داخل غرفة الطوارئ، كما تمت عمليات التعقيم والتأكد من سلامتها بشكل كامل، بواسطة جهاز لا يوجد مثله في العالم إلا في متحف اللوفر، وهو جهاز «الأنوكسيا». تم أيضا الانتهاء من تثبيت معظم التوابيت الخاصة بالمومياوات، داخل القاعة المخصصة لذلك، في المتحف الذي يعتبر واحدا من أهم المشروعات القومية التي تبنتها الدولة المصرية، فهو أحد أكبر المتاحف العالمية، وكذلك المتحف الوحيد من نوعه في مصر والعالم العربى والشرق الأوسط وافريقيا، حيث يضم كل مظاهر الثراء والتنوع التي تمتعت بها الحضارة المصرية خلال مختلف العصور، بدءا من عصور ما قبل التاريخ، وحتى وقتنا الحاضر. هو المتحف الذي يضم بين جنباته آثارا نادرة جدا، تحاكي التاريخ المصري القديم والحديث، ولا عجب في اختيار المكان، لاسيما أنه يقع في مدينة الفسطاط التي أنشأها عمرو بن العاص عام 640 م، كأول عاصمة في الحقبة الإسلامية المصرية، في وسط القاهرة على طريق الأهرام، والتي تحتوي صروحا ومواقع أثرية بارزة.
قرون وسطى
اكتشف الدكتور وجدي زين الدين في “الوفد”، أن أهالي مناطق تتبع القاهرة الكبرى، محرومون من الخدمات التي سبقهم إليها ملايين المواطنين: هل يتصور أحد أو يتخيل أن في القاهرة الكبرى مناطق بدون صرف صحي؟ هل أحد يتخيل أن تكون في محافظة القليوبية وتحديداً الأجزاء الواقعة في نطاق القاهرة الكبرى مناطق بدون صرف صحي؟ الحقيقة المرة أن هذا موجود بالفعل، وجميع المسؤولين ابتداء من محافظة القليوبية ومسؤولي الصرف الصحي كباراً وصغاراً، يتسابقون في إذلال الناس، الذين ضجروا من الشكاوى العديدة التي تقدم إلى كبار المسؤولين، وكل مسؤول يلقي الحمل علي آخر، ويظل سكان منطقة التقسيم الرابع في باسوس بدون صرف صحي، رغم أن كل المناطق من حولها دخلها الصرف منذ سنوات طويلة، وقد تابعت بنفسي خلال عامين مشكلة الصرف الصحي في هذه المنطقة وتحدثت بنفسي مع مسؤولين، حتى يدخل الصرف إليها، لأن زميلنا في الوفد مسعود عبدالعاطي من سكان هذه المنطقة، ويروي لي أحاديث وأحاديث، وكم المعاناة الشديدة التي يواجهها المواطنون في هذه المنطقة. وعن المسؤولين الكثيرين الذين يتهربون من مسؤولياتهم في رفع العبء عن المواطنين. في حين المحطة الرئيسية للصرف التي أنشأتها الدولة لا تبعد سوي أمتار قليلة عن التقسيم الرابع في باسوس، والحجة التي تتذرع بها جهات التنفيذ أن المحطة لا تستوعب، في حين أن الذين أنشأوا المحطة يؤكدون أن المحطة تستوعب، هي «فزورة عبيطة» بين المسؤولين المختلفين حول استيعاب هذه المحطة، والضحية في نهاية المطاف هم المواطنون، الذين بح صوتهم سواء بالنشر في وسائل الإعلام المختلفة، أو لدى نواب مجلسي الشعب والشورى، والذين لم يقصروا في أداء واجبهم وإيمانهم الشديد بأحقية هذه المنطقة في الصرف الصحي.
أمريكا لن تحل مشاكل مصر
من كلمات هنري كيسنجر قوله إن أمريكا لن تحل مشاكل العالم، ولكن يجب أن تعمل على ما يضمن تحقيق مصالحها.. وقد تنبأ كما أكد فاروق جويدة في “الأهرام” بصدام مقبل بين أمريكا والصين.. ويبدو أن كيسنجر يعيش زمانا مضى حين كان القرار الأمريكي سيد هذا العالم.. وكانت أمريكا صاحبة الكلمة الأولى في شؤون البشر.. أن الدور الأمريكي تراجع على كل المستويات ولم يعد كما كان.. أن الصين الآن هي القوة الصاعدة وبعد سنوات قليلة ستكون القوة الأولى اقتصادياً وعسكرياً.. كما أن روسيا أعادت أمجاد الاتحاد السوفييتي وعادت لنفوذها في المياه الدافئة في الدول العربية والبحر المتوسط.. وشهدت تقدما كبيراً في الصناعات الحربية.. وعلى جانب آخر فإن إسرائيل تعد نفسها لتكون الوريث للدور الأمريكي في مناطق كثيرة.. أما إيران فهي الجانب الغامض في مستقبل السياسة العالمية ومعها تركيا.. وأمامهما صراع مقبل على غنيمة العالم العربي.. الخلاصة أن الدور الأمريكي يتراجع، وهناك قوى جديدة بدأت تأخذ مكانها في الصراع العالمي، وكل طرف يرتب أوراقه.. كيسنجر تحدث أكثر من مرة عن حرب عالمية ثالثة.. وأن شواهدها تطل في أكثر من مكان، وهو يضع الصين في مقدمة الدول التي سيكون لها دور في مستقبل العالم.. وهذا يعني أن أمريكا لن تقود العالم كما كانت يوما.. لقد خسرت أمريكا في السنوات الماضية أمام سياسات متخبطة في العراق وأفغانستان والخليج وسوريا ودفعت ثمن ذلك كله.. وعليها الآن أن تنتظر آثار ما فعلت، وقد تلجأ في نهاية المطاف إلى أن تغلق أبوابها على نفسها في انتظار زمان مقبل.. إن أمريكا مازالت تعتقد أنها ما زالت سيدة العالم، وأنها قادرة على أن تدير شؤونه كما كانت.. رغم أنها فشلت في إدارة ملفات كثيرة مع روسيا والصين وإيران وسوريا وليبيا ودول الخليج.
صوم القدماء
هل عرف أجدادنا المصريون القدماء الصوم؟ أجاب الدكتور أسامة حمدي في “البوابة نيوز”، أن صيامنا اليوم هو جزء هين جدا من صيام أجدادنا ولا يختلف عنه كثيرا. وقد أثبت العلم الحديث حقيقة ما كان يبغيه المصريون القدماء من صومهم فقد كانوا يصومون صيام الدهر، وهو ثلاثة أيام في كل شهر للوقاية من الأمراض، وربما علاجها، ولكن الأهم عندهم كان تنقية الروح دوما مما يدنسها، وهذا يوافق ما قاله رسولنا الكريم (من صام ثلاثةَ أيامٍ من كلِّ شهرٍ فقد صام الدهرَ). وقيل أيضا إنهم كانوا يصومون شهرا قمريا كاملا كل عام على ديانة سيدنا إدريس. كما كانوا يصومون أيضا أياما معدودات في عيد وفاء النيل وعيد الحصاد وعيد بداية السنة، ويصومون لمدة أربعة أيام من كل عام تبدأ عندما يحل اليوم السابع عشر من الشهر الثالث من فصل الفيضان، وفي كل صيامهم كان الصائم يمتنع تماما عن الطعام والشراب والنساء. كما كانوا يصومون صيام الانقطاع لمدة 70 يوما وفيه يأكلون فقط ما تنتجه الأرض من فيض نيلهم أي الأكل النباتي وهو ما أثبت العلم الحديث فوائده الصحية لمرضى السكر والقلب والكلى. فكلمة “صو” في اللغة الهيروغليفية تعني امتنع و”م” تعني عن، فكلمة صوم تعني “امتنع عن” عند قدماء المصريين. وكان الكهنة عند دخولهم في الرهبنة يصومون تماما عن الطعام لمدة سبعة أيام متتالية؟ وأثبت العلم الحديث أن الصيام التام لعدة أيام تتراوح بين 5- 7 أيام يحدث ضغطًا شديدًا على خلايا الجسم فتتخلص من الخلايا القديمة والمتهالكة Autophagy ويستبدلها بخلايا جديدة نشيطة Rejuvenation تقوم بوظائفها على أكمل وجه، وتقلل من فرص الإصابة بالسرطان، والعديد من الأمراض المزمنة الأخرى، حيث ينخفض هرمون يسمى IGF-1 والمعروف بارتباطه الوثيق بالسرطان. واعتقد المصريون القدماء أن الصيام يحسن وظائف المخ ويجعله أكثر إدراكا وتركيزا ووعيا، كما أن البوذيين أيضا لا يمكنهم الوصول إلى مرحلة النيرفانا، التي تسمو فيها الروح إلا بعد الصيام التام لفترات طويلة. وهذا ما أثبته العلم الحديث.
فلننتظر قليلاً
طالب أحمد عبد التواب في “الأهرام” بأن ننتظر إعلان حيثيات الحكم في القضية التي اشتهرت باسم «سيدة المحكمة»، لتتبين الأسباب التي استندت إليها محكمة جنح النزهة في تبرئة المتهمة في تهمتين وأدانتها في تهمة ثالثة عاقبتها عليها بالحبس شهراً مع وقف التنفيذ. لأن دفاع المتهمة، في تصريحات صحافية لـ”المصرى اليوم”، الخميس الماضي، لا يُفسِّر كيفية إدانتها في بعض التهم، فقد قال إنه كان من ضمن دفاعه أن المتهمة مصابة باضطرابات نفسية، وقال إن الأحكام القضائية تعترف بالمرض النفسي باعتباره سبباً من أسباب الإعفاء من المسؤولية الجنائية، إذ أنه يحول دون التمييز والإدراك، وأن المصاب به يكون مسلوب الفكر والإرادة تحت تأثير المرض، لأنه، كما يقول الدفاع، لم يرتكب جريمته بإرادة حرة مختارة. كلام الدفاع يعنؤ أنه إذا كانت المحكمة أخذت به لكانت برأت المتهمة من كل التهم، إلا أن إدانتها في واحدة منها، يُرجِّح أنه وقر في ضمير المحكمة أن حالتها لا تعفيها من تحمل المسؤولية. وهو ما ستحسمه الحيثيات. وأضاف الكاتب، هناك مسألة أخرى مهمة، وهى أن الأخذ بكلام الدفاع يفتح باباً واسعاً لطعن كل من تضرر من العمل الوظيفي للمتهمة، لأنها لم تُحَل إلى المعاش كوكيل عام بهيئة النيابة الإدارية، إلا بعد الواقعة محل توجيه النيابة العامة عدة اتهامات، منها تعديها على ضابط شرطة أثناء تأدية عمله، أي أنها ربما تكون مارست بعض مسؤولياتها الوظيفية، وهي في هذه الحالة المرضية التي أشار دفاعها إلى أنها تحول دون التمييز والإدراك، أي أن منطق الدفاع يتيح لأي ممن تضرر من قراراتها أن يطعن فيها، خاصة أن الدفاع يقول إنها هي التي طلبت الإحالة على المعاش، وليس كما جاء في تصريح المتحدث الرسمي للنيابة الإدارية بأن النيابة هي التي اتخذت القرار بعد اتهامها في واقعة التعدي على ضابط الشرطة.
عيشة الفلاح
قرر الدكتور محمود خليل أن يعود بالتاريخ عبر “الوطن” للوراء، لنكتشف أن الامر لم يتغير كثيراً: لم يكن العمال خلال فترة الثلاثينيات أفضل حالاً من الفلاحين، فقد عانوا ضعف الدخل وقلة العمل وانخفاض مستوى الرعاية الصحية والتعليمية. المحظوظون منهم وجدوا فرصاً للعمل في معسكرات المحتل الإنكليزي في الإسماعيلية، في ما كان يطلق عليه «الكامب» أو «القرنص الإنكليزي»، بعد توقيع معاهدة 1936، لكن هؤلاء المحظوظين لم يحصّلوا أكثر من قوت يومهم، خلافاً للسماسرة الذين ينهضون بمهمة توريد العمال إلى المعسكرات، فقد جنى بعضهم أرباحاً كبيرة تراكمت في شكل ثروات. لم يكن المشهد في «القرنص» بعيداً عن مشهد «الوسية» الذي رسمه خليل حسن خليل وهو يصف حال الفلاحين. بعض العمال كانوا يستغلون غيرهم، والبعض اعتمد على فكرة «التهليب»، أما الأغلبية فكانت مثل الفلاحين راضية بالمقسوم، وترى فيه جوهراً من جواهر العبادة. كانت ظروف العمال المصريين خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات بالغة السوء، ما دفعهم إلى الانخراط في إضرابات للمطالبة بتحسين أحوالهم، مرة ينجحون في تحقيق أهدافهم، ومرات يخضعون لآلة القمع التي يحركها رأس المال لإخراس الأصوات العالية. وبسبب تراجع شعبية الوفد بعد حادثة فبراير/شباط 1942 وجد العمال المسيّسون مكانهم بين التيارات اليسارية، فانضم بعضهم إليها، وانضم آخرون إلى جماعة الإخوان، التي كانت تركز نظرها باستمرار على العمال العاملين في معسكرات الإنكليز في الإسماعيلية، واستخدمتهم بعد ذلك وقوداً في ما خاضته من معارك ضد الاحتلال، وضد القصر والأحزاب المنافسة وباقي خصومها السياسيين.
ابن الحداد
وتابع الدكتورمحمود خليل سرده لأوضاع الطبقات الفقيرة: أفسحت جمعية «مصر الفتاة» للعمال أيضاً أماكن عديدة، وكانت مثلها مثل التنظيمات الراديكالية المتنوعة التي ظهرت على مسرح السياسة في مصر، حريصة على استقطاب هذا القطاع من المصريين إلى صفوفها. وكما تغنّى الفن المصري حينذاك بالفلاح فأطربه محمد عبدالوهاب «محلاها عيشة الفلاح» اهتمت السينما المصرية بمعالجة أحوال العمال في العديد من الأفلام التي أنتجت قبل ثورة يوليو/تموز 1952.على سبيل المثال ناقش فيلم «لو كنت غني» مشاكل العمال في قالب كوميدي، واشتمل على لمحة لافتة حين عالج التحول الذي وقع لسلوك العامل «محروس ياسمين» الذي كان بالأمس حلاقاً فقيراً يدافع عن حقوق العمال ضد انتهازية رأس المال «صاحب المطبعة»، لكن عندما هبطت عليه ثروة من السماء انقلب إلى كائن رأسمالي جديد، وأخذ يعتب على الفقراء حقدهم على الأغنياء. في المقابل حاول فيلم «ابن الحداد» أن يقدم صورة أخرى للعامل المصري المجتهد الطموح الذي ركب طبقة بأكملها «الطبقة الموسرة» وعلّمها أدب الحياة. واللمحة اللافتة في هذا الفيلم الإشارة إلى أن العامل الذي يجتهد ويعرق ويكدح، لا بد أن يجد لنفسه قدماً بين الطبقات الأعلى. لكن في كل الأحوال كانت السينما، كم أكد الكاتب تعبر عن النماذج المتفردة التي تثير الانتباه وتستوقف المشاهد، وهي نماذج لم تكن تعبر عن الواقع العام الذي عاشه عمال مصر قبل ثورة يوليو 1952. فيلم «لو كنت غني» واحد من أجمل كلاسيكيات السينما المصرية أنتج عام 1942 عن نص لأبوالسعود الإبياري وأخرجه هنري بركات. وأبدع بشارة واكيم في تجسيد شخصية «محروس الحلاق». أما فيلم «ابن الحداد» فقد ظهر عام 1944 من تأليف وإخراج وتمثيل يوسف وهبي.
المصدر: القدس العربي
روح جديدة , ومهنية صادقة , صحافة حقيقية عادت إلينا , شابو ,, كل تحية وإحترام