صحف عبرية:الأسرى الفارين من سجن جلبوع ربما يتوجهون للأردن ثم سوريا

0 687

بعد مرور نحو 24 ساعة على انتزاع 6 أسرى فلسطينيين حريتَهم من سجن جلبوع الإسرائيلي،فجر أمس الاثنين، وقبيل سريان قرار حظر النشر في الموضوع، لوحظ أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كانت تتحدث عن مصير الهاربين ووجهتهم التي يمكن أن يقصدونها حال تمكنهم من مغادرة البلاد، مع التركيز على جهود سلطات الاحتلال فى البحث المحموم عن الهاربين باستخدام طائرات الدرون المسيرة والحوامات ( الهليكوبتر) العسكرية.

وأكّدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية على موقعها الاليكتروني أنّ الأسرى ظلّوا متواجدين لفترةً طويلة قرب فُتحة الخروج دون أن يشاهدهم أحد بينما الحارسة المكلفة ببرج المراقبة الذي يطل مباشرة على مخرج النفق كانت نائمة خلال المناوبة الليلية رغم أن هذا السجن يعد من “أكثر السجون الإسرائيلية تحصيناً”، بحسب الصحيفة.

وذكرت قناة “كان” الاسرائيلية الرسمية إنّ “كاميرات السجن قامت بتصوير عملية الهروب، لكنّ الحراس المكلفين بمراقبة الكاميرات لم يشاهدوا العملية خلال الوقت الحقيقي لحدوثها، أمّا مراسل “القناة 13” الاسرائيلية فقال في تغطيته لعملية تحرُّر الأسرى وهروبهم من سجن جلبوع، إنّ الأسرى الستة أخذوا معهم أغراضهم وحقائبهم خلال عملية الهروب، المخططة جيدا، حسب وصفه.

وأضاف “أنه فشل أمني خطير مرة ثانية في سجن جلبوع (بعد المحاولة الأولى في عام 2014 )، بعد أن تبيّن أنّ السجّانة نامت في برج الحراسة، وتحتها كانت فتحة الهروب، ولم تنتبه للأسرى الذين كانوا يهربون من السجن”، مشيراً إلى أنّ “هذا ما تبيّن من المحادثة التي أجراها سائق تاكسي مع مركز 100 التابع للشرطة، والذي أبلغ عن مشاهدته لثلاثة أشخاص يعبُرون الطريق ويحملون حقائب ويُشتبه فيهم”.

في سياق متّصل، قال رئيس شعبة العمليات السابق واللواء في احتياط الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل زيف، لـ”القناة 12″ التليفزيونية الرسمية إنّ “عملية الهروب مخطَّط لها منذ زمن طويل”، موضحاً أنّه “لا يمكن أن يقوم أحدهم ذات صباح بإزاحة بلاطة معيَّنة، فيرى فُتحة ويقفز منها، بل يوجد شيء خُطِّط له جيداً”.

وأكّد زيف أنّ “غياب أي أثر من الأسرى، يدلّ على أنّ أحداً ما كان ينتظرهم في الخارج”، معرباً عن أنّه يريد أن يكون “متفائلاً بالقبض عليهم”.

ورجح زيف أن تكون الوجهة النهائية لأسرى الجهاد الإسلامي الهاربين من سجن جلبوع هي دمشق، وقال: “أنا لا أعتقد أن وجهتهم النهائية الأردن، بل أقدّر أن وجهة الجهاد الإسلامي الأساسية هي دمشق، حيث توجد مكاتب حركة الجهاد الاسلامي فى الخارج. لكن احتمال الوصول إلى هناك عبر الأردن يبدو أمرا ممكناً”.

بدورها، وصفت المعلّقة العسكرية في قناة “كان”، كارميلا مناشيه، عملية التحرّر من سجن جلبوع بأنّها “فشل فظيع وهائل للسجن ولمديرية السجون، في كل المستويات. ولا توجد كلمة أخرى”.

وفي وقت سابق، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية إن الاحتلال نقل نحو 400 أسير من سجن جلبوع إلى سجون أخرى، خوفاً من وجود أنفاق إضافية يمكن من خلالها فرار السجناء مجددا وهروبهم وأن “مئات من عناصر وحدة الشرطة الخاصة تم استدعائهم الى سجن جلبوع للتحقيق معهم بشأن حادثة هروب السجناء الستة”.

كما جرى تمشيط المنطقة المحيطة بالسجن للعثور على الأسرى. وأغلق الاحتلال الإسرائيلي الطرق الرئيسية بمنطقة السجن عبر عدة حواجز، وشدّد إجراءاته عند حواجز عسكرية أخرى في الضفة الغربية.

وفي السياق، نقل الإعلام الإسرائيلي، عن مصدر أمني رفيع المستوى، قوله إن تحرّر الأسرى من السجن “يعكس سلسلة من الإخفاقات الخطيرة”، وأن التقديرات تشير إلى أن عملية حَفر النفق استغرقت عدة سنوات، وليس مجرد بضعة أشهر فحسب؟

وأفادت “القناة 12” الإسرائيلية بأن “المسافة بين سجن جلبوع وجنين 13 كيلو مترا فقط، معتبرةً ما حصل فشل مدو لكل الوزارات والأجهزة الأمنية من وزارة الأمن الداخلي إلى شعبة الاستخبارات العسكرية إلى المؤسسة الأمنية والعسكرية، لأن الحفر استمر أكثر من ثمانية أشهر من دون أن يكتشف أي أحد أي شيء”.

في غضون ذلك، نقل الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه تم استدعاء عدة طائرات لم يحدد نوعها ( سواء مسيرة أو حوامات الهليكوبتر ) للمشاركة فى مهمة العثور على الأسرى الأمنيين الذين تحرروا من سجن جلبوع.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن “هناك تقدير في المؤسسة الأمنية والعسكرية بأن الأسرى تفرقوا بعد الفرار، بعضهم هرب إلى مناطق السلطة الفلسطينية وبعضهم الآخر اجتاز الحدود مع الأردن”.

كما نقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤولين رفيعي المستوى في مصلحة السجون أن “الاخفاقات الأمنية التي مكنت 6 أسرى أمنيين من الهرب هذه الليلة من سجن جلبوع كانت موجودة أمام مصلحة السجون والشرطة منذ وقت طويل”، مضيفةً أن “تلك الاخفاقات لم تعالج”.

وبحسب المسؤولين في مصلحة السجون فإن “المسؤولية عن الاخفاقات تنقسم بين قيادة سجن جلبوع وقسم الاستخبارات في مصلحة السجون، ويبدو أنها بدأت منذ وقت طويل قبل تخطيط الفرارعندما تقرر وضع الأسرى الستة معاً، بالرغم من أنهم جميعا من جنين القريبة للسجن”.

ووفقاً لـصحيفة “هآرتس” فإن “ثلاثة منهم مصنفين مسبقاً على أنهم أسرى لديهم ميول خطر كبيرة للهرب”، مضيفةً أن “فتحة النفق الذي هرب منه الأسرى كانت تحت برج المراقبة ويجري حالياً فحص ما إذا كان البرج مأهولاً ليلاً يخدم فيه أحد الحراس أو الحارسات في نوبة الحراسة في الليل”.

وبعد انتزاع 6 أسرى فلسطينيين حريتهم من سجن جلبوع الإسرائيلي، علقت فصائل فلسطينية قائلةً إن هذه الخطوة تعدّ انتصاراً كبيراً يُثبت أن إرادة وعزيمة الفدائي والمقاوم والمجاهد لا يمكن أن تقهر أو تهزم.

وكان ستة أسرى فلسطينيين، قد قاموا صباح الإثنين، بعملية بطولية للهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي، عبر حفر نفق طويل للغاية، أفضى بهم إلى خارج أسوار السجن.

وأشارت المعلومات إلى أن 5 منهم هم من سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، والسادس ينتمي لحركة فتح، ويقضي أغلبهم أحكاماً بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، وجميعهم من محافظة جنين شمالي الضفة الغربية.

المصدر: الشادوف+اعلام عبري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.