حماس تنفي وجود أية فكرة لديها بخصوص إجراء مفاوضات جديدة في القاهرة !
فبما يعد بمثابة ضربة لمساعي النظام المصري لتثبيت دوره في المفاوضات بشأن وقف العدوان على غزو، نفت حركة المقاومة الاسلامية ( حماس) علمها بوجود مفاوضات جديدة تستضيفها القاهرة برعاية مصرية.
ونقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية المقربة من حزب الله اللبناني عن مصادر قيادية في حماس على صلة بموضوع المقاوضات قولها إن «الدعوات لتوجّه وفود إلى القاهرة، هي دعوات قائمة طوال الوقت»، مؤكداََ أن «قيادة حماس ليست في وارد القيام بخطوة إضافية قبل التثبّت من إدخال تعديلات جوهرية على المقترحات السابقة».
وكشفت المصادر أن الحركة أبلغت الوسطاء أن «الأولوية عندها اليوم لمعالجة آثار العدوان، ويليها ملف تبادل الأسرى». كما نفت مصادر حركة «حماس»، ما وصفته بالتسريبات بشأن دعوة جديدة وُجّهت إلى الحركة للتوجه إلى مصر، مشيرة الى أن «لا علم لنا بوجود مقترحات جديدة على الطاولة».
في المقابل، تتحدّث التقارير الإسرائيلية عن وجود فرصة وتفاؤل نسبيّ بإمكانية أن تغيّر حركة «حماس» موقفها.
وأورد موقع «واللا» العبري، في تقرير أمس، أن «مسؤولين إسرائيليين كباراً يزعمون أنه في الأيام الأخيرة وصلت إلى إسرائيل من الوسطاء مؤشرات تشير إلى تحولات في قيادة حماس قد تؤدي في الأيام المقبلة إلى تقدم يسمح بالانتقال إلى مفاوضات جدية وتفصيلية حول اتفاق تبادل».
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير، إشارته الى أن «قطر ومصر زادتا من ضغوطهما على حركة حماس بشكل كبير، بما في ذلك تهديدات من قطر بطرد كبار مسؤولي حماس من الدوحة».
وأضافت أن «حماس تدرك أن الكرة في ملعبها، ونحن نرى ضغوطاً لم تكن موجودة من قبل، وهناك تفاؤل أكبر نسبياً مما كان عليه قبل أيام قليلة».
كما نسب الى مسؤولين إسرائيليين قولهم إن «إسرائيل لا تزال تنتظر رداً رسمياً من حماس، لمعرفة ما إذا كانت قد غيّرت موقفها بالفعل، واستعدّت للانتقال إلى مفاوضات أكثر جدّية على أساس مقترح باريس».
ولكن آخر ما يدلّل على تعقيد الموقف وانسداد الأفق، كانت استقالة مندوب الجيش في طاقم المفاوضات، اللواء احتياط نيتسان ألون، احتجاجاً على منع نتنياهو توسيع صلاحيات الوفد، خلال جلسة الحكومة يوم الأحد الفائت.
وعلى خط التباين في المواقف بين تل أبيب وواشنطن، تحدّث موقع «أكسيوس» الأميركي، عن «خلافات عميقة بين إدارة الرئيس جو بايدن من ناحية، وحكومة بنيامين نتنياهو من ناحية أخرى»، وتحديداً بين الرجلين (بايدن ونتنياهو) !!
وأن الخلاف تفاقم بعد نشر الاستخبارات الأميركية تقديراتها السنوية قبل يومين، والتي أفادت بـ«عدم قدرة نتنياهو على البقاء في حكمه»، وأن «الاحتجاجات ضدّه ستزداد مع مرور الوقت»، مما أجبر مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً، أمس، على الردّ على ذلك التقرير ووصفه بـ«التدخل الأميركي بالشؤون السياسية الإسرائيلية»، مؤكداً أن «إسرائيل ليست محمية تتبع لأميركا»!!
ونقلت «القناة 12» الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم تسمّه، أن «نتنياهو غضب بسبب تقرير CIA الذي يشير إلى احتمال فقدانه السلطة»، وأنه عقب ذلك، «قرّر خوض مواجهة قويّة مع بايدن».
جاء ذلك بينما نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن مسؤول آخر قوله إن إسرائيل «تتوقّع من واشنطن إسقاط حماس وليس إسقاط حكومة إسرائيل».
وفي سياق متصل، نقلت مجلة «بوليتيكو» عن 4 مسؤولين أميركيين، تأكيدهم أن «بايدن يدرس فرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل في حال مضيّها في غزو منطقة رفح».
كما أعلن مستشار بايدن لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان أمس أن إسرائيل لم تشارك واشنطن «خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ لحماية المدنيين برفح».
بينما أكّد مسؤول عسكري إسرائيلي للمجلة، أن «غزو رفح ليس وشيكاً، ولا تزال هناك حاجة لإجلاء المدنيين وتجهيز القوات»، مضيفاً أن «العملية في رفح لا يمكن أن تبدأ اليوم حتى لو أعطى نتنياهو الأمر للقيام بذلك».
«قنبلة» ساعر !
من جانب آخر، أعلن حزب «الأمل الجديد» الإسرائيلي، الذي يتزعّمه عضو «الليكود» السابق، جدعون ساعر، الانشقاق عن حزب «معسكر الدولة» الذي يتزعّمه الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس.
وبحسب الإعلام العبري، فإن «غانتس لم يكن يعلم (بالانشقاق)»، بينما «تلقّى رئيس الكنيست أمير أوحانا رسالة قبل حوالي ساعة من الإعلان فقط»، فيما تفيد الترجيحات بأن «نتنياهو كان يعرف» !!
واعتبر الإعلام الإسرائيلي، تحرّك ساعر، بأنه «يُسقط قنبلة»، ويفكّك حزب «معسكر الدولة، ويطالب بالانضمام الى مجلس الحرب».
وعلى ما يبدو، فإن «نتنياهو سيوافق على مطلب ساعر، وهو ما سيقود الى تشكل أغلبية في مجلس الحرب (الكابينت)، توافق على العمليات القاسية في غزة ولبنان، إذا أرادوا ذلك»، علماً أن التقارير الإسرائيلية تشير الى حذر لدى نتيناهو من كون ساعر «يحاول تعظيم سلطته السياسية، حيث سيحصل على مكان في مجلس الحرب، وبعد ذلك سيستقيل، ويدعو إلى تقديم موعد إجراء الانتخابات (سلامتها أم ساعر) !!».
أما غانتس فقد ردّ ببرود على خطوة ساعر، قائلاً له: «أشكرك، وحظاً موفّقاً». بينما أكّد عضو «الكنيست» من «معسكر الدولة»، ماتان كاهانا أنه سيبقى الى جانب غانتس وغادي آيزنكوت.
اللافت في الأمر أن التعليق الأبرز جاء من قبل مقرّبين من وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذين أكدوا أنه «إذا وافق نتنياهو على طلب جدعون ساعر بالانضمام إلى كابينت الحرب، فإن الوزير بن غفير سيطالب أيضاً بالانضمام لمجلس الحرب أسوة بساعر !!» وهنا بقى يبقى سلامتها أم بيبي !!
المصدر: الشادوف+الأخبار اللبنانية