حرب أهلية داخل اسرائيل..والعنف فى البلدات العربية خرج عن السيطرة
طالب الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفيلين، بالبحث عن حلول سريعة لإيقاف الاشتباكات بين المستوطنين اليهود والفلسطينيين في المدن والبلدات العربية داخل الخط الأخضر، فيما تشهد تلك المناطق داخل اسرائيل أوضاعا غير مسبوقة مع تفاقم حدة المواجهات بين الجانبين.
وقال ريفيلين فى تصريحات متلفزة الليلة الماضية:”أتوسَّل للجميع، افعلوا كل ما في وسعكم لوقف هذا الأمر الفظيع الذي يجري أمام أعيننا. نحن منهمكون في حرب أهلية من دون أيّ سبب. أوقِفوا هذا الجنون. أرجوكم توقفوا. نحن دولة واحدة”.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن فقدان الشرطة الإسرائيلية السيطرة على مواجهة الفلسطينيين ممن يحملون الهوية الاسرائيلية، مشيرةً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يريد تشريع دخول الجيش الإسرائيلي للمدن العربية المحتلة، وهو ماعارضه وزير الأمن، بيني غانتس، الذي يعتبر أنها وظيفة حرس الحدود والشرطة وليست وظيفة الجيش المنخرط حاليا فى مواجهة مع الفصائل الفلسطينية فى غزة.
ورغم رفض غانتس دفع الجيش لإنهاء الاضطرابات فى المدن العربية، فإنه أكد في جلسة المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” إن ما يحدث في الشوارع أخطر من المعارك العسكرية.
وبحسب موقع “يديعوت أحرونوت”، فإن “الكابينت” بحث في استمرار هجمات سلاح الجو الإسرائيلي في قطاع غزة، وصادق على رفع حدة المواجهة مع “حماس” ربما تصل الى حد القيام بهجوم بري على غزة، لكنه يبحث أيضاً عن “حل لمعضلة” الشارع الفلسطيني الغاضب، وللاضطرابات في المدن التي يقطنها الفلسطينيون والمستوطنون.
كما أعلن نتنياهو أنه يعمل على دفع تشريع “يسمح باستخدام جنود الجيش الإسرائيلي لمساعدة الشرطة في أوضاعٍ متطرفة”، في إشارة إلى المواجهات التي سُجّلت في الأيام الأخيرة في اللد، مؤكداً أن الجنود الذين سيُفرَزون لذلك سيتلقّون تأهيلاً خاصاً.
كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الأربعاء، إنه “في هذا المساء، وأكثر من أي وقت سبق، فإن انقساماتنا الداخلية هي أكثر ما يهددنا”، بالتزامن مع التطورات العنيفة التي باتت تعيشها البلاد، وفقا لما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وتابع غانتس بأن تلك الانقسامات الداخلية “ليست أقل خطرا من صواريخ حماس”.
وأضاف وزير الدفاع في بيان أصدره للتعليق على آخر المستجدات أنه “لا يجب أن نكسب المعركة في غزة ونخسر المعركة في البيت (الداخلي)، مؤكدا أن الصور القاسية من المدن والشوارع الليلة (تظهر) إسرائيليين يمزقون بعضهم بعضا”.
وقال إن “العنف الفظيع في بات يام، عكا، اللد ومدن أخرى يقلب معدتنا ويحطم قلوبنا جميعا”.
ووقعت، الأربعاء، صدامات عنيفة بين سكان عرب ويهود في عدة مدن إسرائيلية ما دفع السلطات لإعلان حالة الطوارئ، وذكرت تقارير أن المواجهات أسفرت عن إضرام النار في كنيس يهودي وعشرات الممتلكات الخاصة بالعرب واليهود في المناطق المختلطة.
وجاء بيان غانتس في الوقت الذي أكدت فيه السلطات الإسرائيلية أن نحو 1500 صاروخ تم إطلاقها من قطاع غزة باتجاه إسرائيل هذا الأسبوع.
وفي سياق متصل، أشارت التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى تظاهرات ومواجهات شديدة في كل من اللد وعكا وحيفا ويافا وبيت يام وطبريا وأم الفحم، بالإضافة إلى “مواجهات بين السكان العرب من جهة، والشرطة والمستوطنين من جهة ثانية”.
وقال شهود عيان إن اعتداءات المستوطنين على العرب في اللد ويافا وعكا وحيفا وغيرها من المدن والبلدات العربية، تصاعدت الليلة الماضية، بالتزامن من حملة تحريض متصاعدة في وسائل الإعلام الإسرائيلية ضد الوجود العربي في الداخل الفلسطيني.
وفرضت الحكومة الإسرائيلية حظر تجول ليلي في مدينة اللد، بدأ الساعة الثامنة من مساء الأربعاء، في أعقاب إعلان “حالة طوارئ خاصة” في المدينة؛ فيما شرعت الشرطة بنشر عناصر وحدات “حرس الحدود” في المدن المختلطة، وسط تهديدات بقمع العرب.
وناشد أهالي اللد، أبناء الشعب الفلسطيني في مناطق الـ48 بالتوجه إلى المدينة لحماية الوجود العربي فيها، فيما يتعرض أهالي اللد لهجمات مسلحة شرسة من قبل العنصريين المتطرفين اليهود بحماية ومشاركة قوات الأمن الإسرائيلية.
واعتقلت الشرطة 20 شخصا في المدينة، في حين اعتدى مستوطنون متطرّفون على خيمة عزاء الشهيد موسى حسّونة في المدينة، بالإضافة إلى استمرار استفزازات قوات الأمن. وزعم الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (واينت)، أن شابا عربيا من بين المعتقلين، كان يحمل سلاحا.
وأكد شهود عيان أن المستوطنين هجموا على المصلين في المسجد العمري الكبير في اللد أثناء صلاة المغرب، وأطلق المستوطنون الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز باتجاه المصلين، الأمر الذي دفع المصلين للخروج من المسجد والتصدي للهجمات العنصرية.
وشن إسرائيليون متطرفون وأعضاء رابطة مشجعي فريق “بيتار القدس” المتطرفة (لا فاميليا)، المعادية للعرب والإسلام، هجومًا عنيفًا على مطاعم ومحال تابعة للعرب في يافا و”بات يام”.
وفي مدينة طبريا اعتدى المتطرفون اليهود على سائق عربي وعمال عرب عاملين في مطاعم ومحال المدينة.
كما اعتدى المستوطنون على منازل العرب المزيّنة بزينة العيد ورمضان في مدينة عكا. وشن المستوطنون هجمات عنيفة على حارة فولفسون وحاولوا تحطيم واجهات المحال التجارية للمواطنين العرب؛ وحاول أهالي عكا التصدي لهجمات المستوطنين الأمر الذي أدى إلى إصابة أحدهم بجراح خطيرة.
وأغلقت الشرطة البلدة القديمة في عكا، وحاصروا الأهالي خارج أسوارها، ليشن المستوطنون بمساندة عناصر وحدات “حرس الحدود” الشرطية، هجمات عنيفة على الأهالي في عكا.
وفي حيفا، اندلعت مواجهات عنيفة في وادي النسناس في ظل الاعتداءات العنصرية المتواصلة للمستوطنين وعناصر الشرطة الإسرائيلية؛ وأطلقت قوات الشرطة التي استعانت بعناصر وحدات “المستعربين”، الرصاص المعدني المطاط والغاز وقنابل الصوت.
واحتشد الشبان العرب في مدينة حيفا لحماية أنفسهم من هجمات المستوطنين؛ وتحولت مسيرة العيد السنوية في حي الحليصة إلى مظاهرة، وسط تهديدات الشرطة بقمعها.
كما احتشد المستوطنون في شوارع المدينة وحاولوا الاستفراد بالمواطنين العرب، فيما تعرض شبان عرب لاعتداءات المستوطنين وعناصر الشرطة في الجادة الألمانية.
وقالت الشرطة في بيان: “خلال نشاط أفراد الشرطة لصد المشتبهين بالإخلال بالنظام في منطقه الجادة الألمانية في حيفا، وصل إلى المكان سائق مركبة وجد نفسه محاطا بالمتظاهرين. عندها حاول سائق المركبة الهرب من المكان وقام بدهس شخص تواجد في المكان وإصابه بجروح طفيفة ومتوسطة.
خلال وقت قصير تم رصد السائق المشتبه البالغ (من العمر) 20 عاما وإحالته إلى التحقيق”.
وفي حيفا أيضا شنت مجموعة من المجندين في الجيش الإسرائيلي، هجوما على العاملين العرب في محطة الوقود الواقعة في شارع رقم 6، فيما وثقت المقاطع المصورة احتشاد المستوطنين قرب “أور عكيفا”، شمال قيسارية، وسط دعوات للاعتداء على العرب في جسر الزرقاء والفرديس والمصالح العربية في البلدات والمدن المحيطة.
وفي الخضيرة، اعتقلت الشرطة 15 متظاهرا يهوديًّا، حاولوا الاعتداء على عرب. وذكرت الشرطة أنّه بعد “أن بدأ المتظاهرون (اليهود) بمحاولة مهاجمة مواطنين آخرين، بدأت الشرطة في تفريق المسيرة واعتقلت نحو 15 شخصا منهم للاشتباه في تورطهم في محاولات لتعطيل النظام، ومهاجمة آخرين”.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد فرضت، الليلة الماضية، “حالة طوارئ خاصة” في مدينة اللد، تصل إلى حد الإغلاق الشامل ومنع التجول، فيما نشرت الشرطة قوات وحدة “حرس الحدود” في المدن المختلطة، في ظل تصاعد المواجهات التي اندلعت إثر الاعتداء على المواطنين العرب.
المصدر: الشادوف+مواقع اخبارية