تصريحات مدير “الأونروا” بغزة تثير موجة انتقادات فلسطينية ودولية

0 597

استنكرت وزارة الخارجية التركية، تصريحات (ماتياس شمالي)، مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في قطاع غزة، حول مزاعمه بعدم استهداف إسرائيل للمدنيين في القطاع، فيما أدانت فصائل المقاومة ومنظمات المجتمع المدني الفلسطينية تلك التصريحات وطالبت أونروا بالاعتذار للشعب الفلسطيني عنها.

ووفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، تانجو بيلغيتش في تصريح صحفي الأربعاء، أن تصريحات مدير الأونروا “مؤسفة وخطيرة للغاية”. وقال إن مباني ومدارس الأونروا تضررت بشدة جراء الهجمات الإسرائيلية، مشيرا الى أن ذلك تم تسجيله بشكل مباشر في البيانات الصادرة عن الأونروا.

وأضاف أن استهداف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، واستهداف المباني المدنية مثل المدارس والمستشفيات ومنظمات الإغاثة ووسائل الإعلام موثق بشكل لا يمكن إنكاره. وأشار إلى أن حقيقة مقتل 19 طفلا كانوا طلابا في مدارس الأونروا مسجل أيضا في التقارير اليومية التي تعدها الوكالة الدولية حول الهجمات الإسرائيلية.

وذكر بيلغيتش أن تصريحات شمالي تتجاهل استخدام إسرائيل المفرط وغير المتناسب والعشوائي للقوة وتشوه الحقائق على الأرض، وأنها تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.

وكان شمالي، قد قال في مقابلة مع القناة الإسرائيلية ال(12)، الإثنين، حول العدوان الأخير “أنا لست خبيرًا عسكريًا ولكن من وجهة نظري هناك دقة عالية في قصف الجيش الاسرائيلي خلال الأيام الـ11 الماضية”.

وتابع “بناء على وصف زملائي، هذه الحرب بضرباتها أعنف مقارنة بحرب عام 2014، لم يقصفوا، إلا ببعض الاستثناءات، أهدافًا مدنية”.

وأكمل “أقول بأن الدقة (من قبل الجيش الإسرائيلي) كانت موجودة، لكن كانت هناك خسارة في أرواح المدنيين غير مقبولة”.

أعربت حركة حماس عن صدمتها من تصريحات مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ماتياس شمالي، للقناة الإسرائيلية الثانية عشرة حول العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.

وقالت الحركة في بيان لها، إن شمالي “نصّب نفسه محللا عسكريا أو ناطقا باسم جيش الاحتلال”، موضحة أنه برر استهداف المدنيين ومنازلهم، وقلل من حجم الخسائر، ومدح قدرة جيش الاحتلال ودقته في إصابة أهدافه.

وتابع البيان: “نذكر شمالي بأنه مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وظيفته الأساسية هي حماية وتشغيل وغوث اللاجئين، وليس تبرير العدوان عليهم بقتل أطفالهم وهدم منازلهم، كما نذكره أننا في هذه الجولة فقط من العدوان على شعبنا فقدنا أكثر من 250 شهيدا، من بينهم 66 طفلا، و39 امرأة، إضافة إلى حوالي 2000 جريح معظمهم من الأطفال والنساء، كما أنه تم قصف آلاف البيوت على رؤوس ساكنيها، وتم استهداف المئات من المؤسسات الصحية والتعليمية والاجتماعية”.

جاءت تلك الإدانة التركية الرسمية بعد أن طالبت حركة حماس “أونروا” بالاعتذار بشكل رسمي للشعب الفلسطيني ولكل ضحايا العدوان، عن هذا التحريض المباشر عليهم وعلى منازلهم وممتلكاتهم، داعية مسؤولي “أونروا” إلى الالتزام بالتفويض الممنوح لهم من الأمم المتحدة في أداء وظيفتهم، في حماية وإغاثة وتشغيل اللاجئين، واتخاذ كل ما يلزم لعدم تكرار ذلك.

كما طالبت باتخاذ كل ما يلزم لاتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية بحق من ارتكب هذا الخطأ الجسيم، مؤكدة أنها تعتز بدور “أونروا” التاريخي في خدمة الشعب الفلسطيني، “إلى جانب حرصها على استمرار العلاقات الطيبة مع المؤسسة في خدمة شعبنا وتثبيت حقوقه التاريخية”.

من ناحيتها، اعتبرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية ومجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية التصريحات التي أدلى بها المسؤول الأممي ماتياس شمالي أنها تصريحات مضللة وخطيرة، وتوفر غطاءََ وشرعية للانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية، وطالبت المنظمات الفلسطينية فى بيان حصل عليه موقع الشادوف الإخباري الأربعاء الأونروا بتقديم تفسير فوري لموقفها من تصريحات السيد شمالي، والاعتذار العلني للفلسطينيين ضحايا الهجوم الإسرائيلي.

وأكد البيان انه من المؤسف أن يدلي السيد شمالي، الذي يرأس واحدة من أهم المنظمات الدولية المسؤولة عن حماية والدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، بتصريحات يمجد فيها بشكل غير مسبوق بدقة قوات الجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي تستمر إسرائيل فيه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني. وعوضاً عن المطالبة بمعالجة الأسباب الجذرية لهذا الصراع، يتبين أن السيد شمالي يدافع عن تصرفات الجيش الإسرائيلي.

المصدر: الشادوف+وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.