تركيا والمعارضة المصرية

0 311

فتحت تركيا ذراعيها لكل المظلومين فى العالم ومنهم المعارضة المصرية بكل اطيافها وتركتهم بكل حرية يمارسون حقهم فى معارضة نظام الإنقلاب بدون اى تدخل..المعارضة المصرية لم تستفد تركيا منها باى شئ، فهى ليست مثل المعارضة الليبية او السورية لها ارض وحدود ويوجد لتركيا مصالح معها، وهي ليست الصومال و العراق يوجد لتركيا تواجد عسكرى ومصالح عندها، أو حتى الايغور يوجد عرق تركى..او أن افرادها أثرياء يقومون بإستثمار مفيد للاقتصاد مثل الخليجيين، إنما كانت ومازالت المعارضة المصرية عبء على المصالح التركية ويحفظ وجودها فقط المبادئ والرئيس اردوغان بموقفه الواضح ضد الظلم.
خلال سبع سنوات من تواجد المعارضة المصرية فى تركيا،تراجع تاثيرها سنة وراء أخرى حتى نجحت عوامل كثيرة في أن تركز المعارضة المصرية جهودها فى المؤتمرات الشكلية والتحالفات التى ما ان تعلن حتى تنفض !
ونجحت مخابرات السيسى فى جعل أخطر أداة للثورة والتغيير وهى الإعلام المعارض، متفرغا لقذائف الشتائم مع اعلاميي السيسى،
وماحدث له اسباب كثيرة منها:
1_حالة الانقسام داخل جماعة الإخوان التى أفرزت انقلابا على قيادة محمد كمال الثورية، وتولى الحرس القديم المهترئ القيادة
مما احدث تراجعا كبيرا للثورة وسيطرة تيار ضعيف مخترق*
2_دخول ايمن نور على حالة المعارضة المصرية بدعم مالى ومخطط متعمد لتغيير الخطاب الإسلامى والثورى إلى خطاب ليبرالى اصلاحى، وهو ما وجد تجاوبا من قيادة الإنقلاب الإخوانى، الضعيفة فكريا، كما فتح له المال وقناة الشرق تجاوبا أكثر مع فئات اخرى!
3_ مع الأزمة الاقتصادية للمهاجرين المعارضين للنظام المصري، ظهر تحكم رأس المال الموجه فى الفكر والمبادئ فزادت الانقسامات والخلافات وظهر الخطاب العلمانى والليبرالى الذى يتمسح فى الإسلام بقوة، وتم اقصاء المحترمين!
4_مع ماسبق ( بالإضافة الى أسباب أخرى لامجال لشرحها علانية) تقلص شكل المعارضة المصرية فى قنوات تواجد فى توجيهها، إخوان الحرس القديم المخترق بالمنظومة الدولية وعزمى بشارة مع أيمن نور، مما كان لهم أثر كبير فى تبريد حالة الثورة تماما.
وكما يرى الناس، توقفت حركة مقاومة الانقلاب فى الداخل واصبحت المعارضة تعتمد على غيرها لتفعيل كونها موجودة فى الشارع المصرى كما حدث مع محمد على ( المقاول والفنان المصري المعارض)، وتم اقصاء المعارضيين الحقيقين من المشهد، واستطاعت القوى التى تحرك إعلام المعارضة جعل الإعلام المعارض أداة تنفيس فقط.
وأخيرا، ومع كل ماسبق، بات من الواضح للجميع وجود مخطط تم تنفيذه منذ سنوات لجعل المعارضة المصرية تفتقر لكونها قوة حقيقية مؤثرة فى نظام الإنقلاب ويقتصر دور اعلامها على التنفيس الموجه فقط!
واذا كان الاخوان غيروا خطابهم وكانت لهم حوارات مع الانقلاب كما قال يوسف ندا والآن ابراهيم منير مرشد جماعة الاخوان يعلن انه مستعد للحوار مع نظام السيسى لمجرد التخفيف عن المعتقلين!!!
إذن، ليس غريبا ان تركيا الدولة التى تعلم كل التفاصيل التى ذكرتها والتى لم أذكرها تطالب قنوات المعارضة بتخفيف الخطاب (الاستهلاكى) لتحقيق مصالحها كدولة كبيرة تحيط بها اشكاليات كبيرة وخطيرة.
ومع ذلك تركيا مازالت تفتح ذراعيها كمأوى لكل مظلوم باعتبار ذلك الأمر إرثا اسلاميا حافظ عليه العثمانيون ومازال الأتراك يحافظون عليه حتى اليوم.
ممدوح اسماعيل

محام

ومن أبرز وجوه التيار الاسلامي بمصر

___________________________________________________________________________________________________________________

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن الموقع أو سياساته التحريرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.