بعد صمت المدافع في غزة…الاحتلال يواصل الاعتداء على الأقصى والشيخ جرّاح
صمتت المدافع ولم تصمت الاحتجاجات الفلسطينية الرافضة للاستيطان وللاحتلال واعتداءاته على القدس والمسجد الأقصى، الذي شهد بعد ساعات فقط من إعلان وقف إطلاق النارصباح الجمعة، اقتحامات من قبل جنود الاحتلال واعتداءات على المصلين الذين انطلقوا في مسيرة داخل الأقصى، احتفالا بنصر المقاومة، حيث وزعوا الحلوى.
امتدت المواجهات من ساحة مسجد قبة الصخرة إلى عدة مناطق في الحرم القدسي، واعتدت القوات على المصلين من النسوة والأطفال، كما اعتدت على الطواقم الصحافية بالضرب المبرح، وتعرض مفتي فلسطين للاعتداء داخل الأقصى على أيدي غاضبين وأنزلوه من على المنبر. وأدانت السلطة الاعتداء على المفتي الذي وصفته بقامة دينية ووطنية.
وأصيب في هذه الاعتداءات العشرات بجروح مختلفة. كما أصيب المئات أيضا في العديد من نقاط التماس في الضفة لا سيما شمال رام الله، الذين أحيوا يوم الفعل الكفاحي.
وفي خطوة استفزازية أخرى أغلق جيش الاحتلال حي الشيخ جراح في وجه الفلسطينيين وفتحه أمام المستوطنين. ووعدت حركة فتح بمواصلة الفعاليات المساندة لأهالي “الشيخ جراح”.
واستنكرت الرئاسة الفلسطينية الاقتحامات والاعتداءات على المصلين عقب صلاة الجمعة، قائلةً إن على الحكومة الإسرائيلية “وقف هذه الانتهاكات والتصعيد”.
وأضافت أن “الاستمرار بسياسة الاقتحامات للمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومواصلة الاعتداءات على المصلين الآمنين، هي سياسة مرفوضة ومدانة، واستفزاز غير مقبول ويعيد الأمور إلى مربع العنف والتوتر”.
وقالت إن الحكومة الإسرائيلية باستمرارها بسياسة الاستفزاز والاعتداءات والاقتحامات، تتحدى المساعي الدولية التي بذلت للوصول إلى تهدئة ووقف العنف والتصعيد في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقف العدوان على غزة.
وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بعد سويعات على إعلان وقف إطلاق النار إن “المقاومة الباسلة في غزة وقفت لتنتصر للقدس وتدافع عن الأقصى”، و”كانت عند حسن الظن ومستوى هذه المعركة”.
وأضاف “أزف إليكم هذا النصر العظيم الذي سجلته المقاومة الباسلة، هذا النصر الاستراتيجي المركب في هذه المرحلة من مراحل الصراع مع العدو الصهيوني”.
وتابع أن” الشعب الفلسطيني والمقاومة المباركة لن تتراجع أو تتوقف، وستواصل طريقها زحفا نحو القدس وكل الدماء التي سالت في هذه المعركة وما قبلها، وهي مقاومة على طريق القدس”. وأضاف “عندما قلنا للعدو لا تلعب بالنار وارفع يدك عن القدس، كنا نعي ما نقول وغزة حملت سيف القدس بجدارة، وضربت بسيف القدس بعزم وإرادة، ولقنت العدو درسا لن ينساه أبدا”.
وشدد على أن “هذا النصر هو نصر استراتيجي، ومرحلة ما بعد معركة سيف القدس ليست كما قبلها، وهذه المعركة فتحت الطريق للانتصارات من بعدها”، مشيراً إلى أن هذه المعركة هي نقطة تحول كبيرة جدا، سيقرأها كل صناع القرار داخل العدو، والمتابعون في المنطقة.وقال: “نحن نحضر أنفسنا لمرحلة ما بعد معركة “سيف القدس”، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وكان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر 11 يوما، قد أسفر حتى الآن، حسب وزارة الصحة في غزة، عن استشهاد 243 بعد انتشال عشر جثث من تحت الأنقاض الجمعة، وأصيب نحو 1910 أشخاص بجروح مختلفة، مقابل 12 قتيلا إسرائيليا ونحو 350 جريحا.
وأُستُقْبِلَ وقف إطلاق النار بترحيب دولي واسع، لكن الاتحاد الأوروبي اعتبر أن لا بديل عن التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال إن “الحل السياسي وحده سيجلب السلام المستدام وسينهي الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي”.
ومهد الاتفاق لزيارة وزير الخارجية الأمريكي الأولى للمنطقة لبحث ملفات مهمة. وتشمل الزيارة إسرائيل والسلطة والأردن ومصر.
واتصل بلينكن بالرئيس عباس الجمعة، وتناول الاتصال آخر التطورات بعد وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، إن الرئيس عباس أكد على ضرورة وقف العدوان الاسرائيلي أيضا في القدس والضفة إلى جانب قطاع غزة، ووقف اعتداءات المستوطنين.
وأضاف في تغريدة له عبر “تويتر”، أن الرئيس عباس شدد على ضرورة إعادة إعمار غزة، والبدء فوراً بمسار سياسي شامل ينهي الاحتلال
وتعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لانتقادات واسعة في إسرائيل لقبوله بـ “الاتفاق المحرج”. وطُرحت الكثير من التساؤلات حول نتائج الحرب الحقيقية، ليس من خصومه السياسيين فحسب، بل من أوساط انصاره في اليمين واليمين المتطرف، رغم محاولات التنصل من المسؤولية وإلقائها على الأجهزة الأمنية والتأكيد على أن هذه الجولة من المعارك غيرت المعادلة مع حماس، بدلا من الاعتراف بإذعانه للضغوط التي مارسها عليه الرئيس الامريكي جو بايدن.
المصدر: الشادوف+مواقع إخبارية