بالتزامن مع انعقاد قمة الديمقراطية..الدكتورة مها عزام تحذر من استمرار دعم الطغاة بالمنطقة

0 541

بمناسبة انعقاد قمة الديمقراطية التي تستضيفها واشنطن خلال الفترة من ٩-١٠ ديسمبر ٢٠٢١م أرسلت الدكتورة مها عزام رئيس المجلس الثوري المصري خطابا موجها إلى الرئيس بايدن، وإلى زعماء الدول الديمقراطية، والأعضاء المنتخبين في الهيئات التشريعية والبرلمانات بالبلدان الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني التي تدافع عن حقوق الإنسان، وكذلك إلى مواطني هذه الدول الديمقراطية.

طالبت الدكتورة عزام بوقف كافة أشكال الدعم والمساندة التي تقدمها حكومات البلدان الديمقراطية للطغاة والمستبدين فى المنطقة العربية وحذرت الجميع من المآلات الكارثية للسياسات التي تدعم أنظمة تقمع شعوبها وتتسامح مع الفساد وتقدم رشاوي وتسهيلات للنظم الغربية عبر صفقات الاسلحة وغيرها حتى تؤمن استمرار مساندة بلدان ديمقراطية لأنظمتها القمعية، وذلك كله على حساب تلك الشعوب.

وفيما يلي نص النداء:

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

رسالة مفتوحة بمناسبة انعقاد قمة الديمقراطية من ٩ إلى ١٠ ديسمبر ٢٠٢١م من الدكتورة مها عزام، رئيس المجلس الثوري المصري:

رسالتنا للرئيس بايدن ورؤساء الحكومات الديمقراطية في العالم، وللأعضاء المنتخبين في الهيئات التشريعية والبرلمانات في البلدان الديمقراطية وإلى منظمات المجتمع المدني الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، وكذلك إلى مواطني هذه الدول الديمقراطية.

ندعوكم على أمل أنكم تؤمنون بضرورة رفض الدكتاتورية والقمع أينما حدثا في العالم، وأن كل الناس يستحقون نفس الحقوق والحريات التي تتمتعون بها في بلدانكم.

للبرلمانيين المنتخبين ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين على وجه الخصوص ، نوجه هذا الطلب..أن تضغطوا على حكوماتكم للتمسك بالقيم الديمقراطية التي تؤمن بها وتتوقف عن دعم الديكتاتوريات التي تضطهد شعوبها، سواء كان ذلك الدعم على شكل مساعدات عسكرية أو مالية أو تجارة، تحت مسمى المصالح الوطنية أو المكاسب الجيوسياسية.

منظمتنا تمثل تطلعات كل من يتوقون للعودة إلى المسيرة الديمقراطية التي تم الانقلاب عليها عام ٢٠١٣ في مصر، وما نلاحظه أن مصر وكذلك العالم العربي الأوسع منطقة تحكمها أنظمة دكتاتورية تحافظ على وجودها وتسيطر على السلطة من خلال مزيج من القمع الوحشي والتحالفات المنسقة بعناية مع الدول الديمقراطية فتقدم لها صفقات تجارية مواتية، لا سيما واردات الأسلحة، وتفتح المجال لهذه الدول الغربية وحلفائها للوصول للموارد والأصول الجيوسياسية في المنطقة مقابل الاعتراف الدولي، فضلاً عن الدعم العسكري والمالي لها.

وبهذه الطريقة، تم إحباط تطلعات شعوب المنطقة للاستقلال الحقيقي ولتعزيز تقدم دولهم خلال معظم القرن الماضي وحتى اليوم.

هذه الأنظمة، سواء كانت عسكرية أو ملكية، هي أنظمة سياسية قديمة تشبثت بالسلطة وتستمر في محاولة تقوية سيطرتها وتسعى لإعادة إنشاء نفسها كلما واجهتها تحديات من أجل البقاء.

ونتيجة لتاريخ طويل من القمع والفساد، فإن القضية المعروضة علينا اليوم ليست قضية إدخال إصلاح تدريجي في المنطقة وبعض الحقوق التي تسمح بحد أدنى من المعارضة تتيح للأنظمة تحسين صورتها مع عدم الاستجابة لتطلعات واحتياجات ملايين البشر..القضية اليوم هي أن غالبية سكان المنطقة يعانون من مستويات قياسية من الفقر وانعدام الفرص في إطار نظم اقتصادية فاسدة تستخدم التجارة والمساعدات لسرقة الثروة لصالح أقلية من النخبة الحاكمة.

وبالتالي، اصبحت أغلبية شعوب المنطقة محرومة من أدنى حد من متطلبات الصحة والتعليم والسكن ومن فرص التقدم .ولا يخفى عنهم أن الغرب قد أحتضن لفترة طويلة وساعد هذه الأنظمة التي تضطهدها وتفقرها.

الحقيقة المحزنة هي أن هذا التصور الشائع ليس خاطئا، لأن الديمقراطيات الغربية تتواطأ لإبقاء الأنظمة والتمكين لقمعها وفسادها، حتى لو حاولت أحيانًا تهدئة ضميرها من خلال نصح هذه الأنظمة بتقليل مستويات قمعها أو إظهار المزيد من الاحترام لحقوق الإنسان، وهو ما قال الرئيس بايدن إنه سيسعى إلى القيام به.

نحن في نقطة حرجة في الشرق الأوسط، حيث يتزايد عدد الشباب المحرومين (حوالي ١٠٠ مليون) من الفرص للتقدم للمستقبل، ويعيشون في بلدان تفتقر إلى الحرية وجميع الحقوق وسيادة القانون، بلدان فقدت عقودا من الفرص الاقتصادية.

إن اعتقاد أي شخص أن هذه الحكومات الفاسدة نفسها قادرة (ناهيك عن أن تكون راغبة) في تحقيق نهضة اقتصادية لصالح غالبية سكانها يتعارض مع أكثر من قرن من الأدلة.

لا بد لشعوب المنطقة أن تقوم بالتغيير بنفسها ولكننا ندعو الديمقراطيات الغربية ألا تكون عقبة أو وسيلة لحرمان هذه الشعوب من الحرية من خلال تمكينهم للأنظمة في المنطقة.

خلال الربيع العربي كان الغرب غير مرتاح لنتائج تحرك المنطقة نحو الديمقراطية وسعى لتقويضها وعكس مسارها بالتحالف مع الحلفاء الخليجيين الإقليميين. وللأسف .. أيدت بعض النخب والقوى السياسية سحق الديمقراطية وسعت لإضفاء الشرعية عليها، ودفعت هي الأخرى ثمناً باهظاً.

وزارة الخارجية الأمريكية ذكرت أن الموضوعات والأهداف الرئيسية لقمة الديمقراطية هي: الحماية من الاستبداد..معالجة الفساد ومكافحته.. تعزيز احترام حقوق الإنسان، ومن الجلي أن الوقت قد حان للتغيير.. ولذلك يجب على الحكومات الديمقراطية التوقف عن دعم الديكتاتورية والاستبداد.

كما أن الضغط من أجل تحقيق إصلاحات محدودة لن يؤدي إلا لإطالة عمر تلك الأنظمة الاستبدادية، والواقع أن انتكاس الربيع العربي بموافقة ضمنية من الغرب شجعها على زيادة قمعها لمستويات غير مسبوقة.

لقد حان الوقت لتحقيق التطلعات المشروعة لشعوب المنطقة، ويجب على الغرب أن يكف عن مساعدة وتمكين هذه الديكتاتوريات ويجب على شعوب المنطقة أن تنشئ أنظمة حكم تمثل الشعوب وتخضع لمحاسبتها، وتسمح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وتدعم سيادة القانون وحقوق الإنسان تحت أي ظرف من الظروف.

عند ذلك فقط يمكن للمنطقة أن تجد الاستقرار والازدهار.عندها فقط يمكن أن يكون للقوى الغربية حلفاء دائمون بدلاً من أنظمة خاضعة لا تستطيع البقاء إلا من خلال قمع شعوبها.

الدكتورة مها عزام

رئيس المجلس الثوري المصري

المصدر: الشادوف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.