باستخدام الأشعة المقطعية: الفرعون (أمنحتب الأول) مات شابا فى الخامسة والثلاثين من العمر !

0 455

باستخدام تكنولوجيا الأشعة المقطعية ( CT )، كشفت دراسة علمية مصرية أسرار مومياء الملك الفرعوني (أمنحتب الأول) التي ظلت حبيسة اللفائف وقناع الوجه الجنائزي لأكثر من ثلاثة آلاف عام دون الحاجة الى إزالة اللفائف أو حتى قناع الوجه الجنائزي، وأثبتت الدراسة أن الملك توفي في سن الخامسة والثلاثين من العمر!

وتم اليوم الثلاثاء نشر نتائج الدراسة فى جريدة علمية دولية مرموقة هي ( جورنال فرانتيرز أوف ميديسن)، وأجرى الدراسة عالم المصريات الشهير الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب بجامعة القاهرة وخبيرة أشعة الآثار، بحسب بيان لوزارة السياحة والآثار اليوم (الثلاثاء).

ووفقا لما نشره موقع صحيفة ( ذي غارديان ) البريطانية فقد استخدم العالمان المصريان “التقنيات الحديثة للأشعة المقطعية في إزالة اللفائف عن مومياء الملك أمنحتب الأول بشكل افتراضي آمن بواسطة برامج الحاسب الآلي ودون المساس بالمومياء، فهذه التقنية تحفظ المومياء سليمة دون لمس عكس الطريقة القديمة في فك اللفائف بشكل فعلي والذي كان يعرضها للتلف”.

والملك أمنحتب الأول هو ابن الملك أحمس، قاهر الهكسوس، وتولى عرش مصر بعد والده وحكم البلاد لمدة 21 عاما من عام 1525 إلى عام 1504 قبل الميلاد في الأسرة الـ 18.

وجه الملك أمنحتب الأول كما يبدو في الأشعة المقطعية التي استخدمت أحدث برامج الحاسوب ثلاثية الأبعاد- ذي غارديان


ظلت أسرار مومياء الملك أمنحتب الأول مخبأة تحت اللفائف وقناع الوجه الجنائزي حتى تم الكشف عنها مؤخرًا في الدراسة العلمية التي نُشرت اليوم الموافق 28 ديسمبر 2021 في مجلة فرونتيرز في الطب للدكتور زاهي حواس عالم المصريات الشهير ووزير الآثار الأسبق والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة.

استخدمت دكتورة سحر سليم ود. زاهي حواس تقنية أشعة متطورة من التصوير المقطعي المحوسب وبرامج الكمبيوتر المتقدمة لفك اللفائف من على مومياء أمنحتب الأول بشكل رقمي آمن ودون الحاجة إلى لمس المومياء. فكشفت الدراسة المصرية لأول مرة عن وجه الفرعون وعمره وحالته الصحية بالإضافة إلى العديد من أسرار تحنيط المومياء وإعادة دفنها.

وأشارت الدكتورة سحر سليم ان الدراسة أثبتت أن المخ لا يزال موجود في جمجمة الملك أمنحتب الأول فلم تتم إزالة المخ في عملية التحنيط على عكس معظم ملوك المملكة الحديثة مثل توت عنخ امون و رمسيس الثاني و غيرهما حيث تمت إزالة المخ ووضع مواد تحنيط و راتنجات بداخل الجمجمة. كما كشفت صور الأشعة ثلاثية الأبعاد الدقيقة في الدراسة عن وجود ٣٠ تميمة في داخل المومياء و بين لفائفها ، كذلك عن وجود حزام أسفل ظهر مومياء الملك مكون من ٣٤ خرزة من الذهب .

وتم العثور على مومياء الملك أمنحتب الأول في عام 1881 في مخبأ الدير البحري الملكي في محافظة الأقصر جنوب القاهرة، حيث قام كهنة الأسرة الـ 21 بإعادة دفن وإخفاء مومياوات العديد من الملوك والأمراء لحمايتهم من لصوص المقابر.

وبعد نقلها إلى القاهرة، تم فك اللفائف عن كل المومياوات الملكية في الفترة ما بين عامي 1881 و1896 عدا مومياء الملك أمنحتب الأول، التي لم يتم فك اللفائف عنها حفاظا على جمال المومياء المغطاة بالقناع الجنائزي وبأكاليل الزهور الملونة.

وكانت هذه المومياء أيقونة حفل موكب المومياوات الملكية المهيب الذي نظمته مصر في أبريل الماضي لنقل المومياوات من المتحف المصري المجاور لميدان التحرير بوسط القاهرة إلى متحف الحضارة في ضاحية الفسطاط جنوب العاصمة.

وخلال الدراسة، التي نشرت نتائجها اليوم في المجلة العلمية (فرونتيرز في الطب) المرموقة عالميا، فحصت الدكتورة سحر سليم والدكتور حواس مومياء أمنحتب الأول باستخدام جهاز التصوير المقطعي المحوسب الموجود في حديقة المتحف المصري بالقاهرة.

وقال حواس إن “هذه الدراسة نجحت ولأول مرة منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة في فك اللفائف بواسطة الكمبيوتر عن وجه الملك أمنحتب الأول الذي اتضح أنه يشبه بشكل كبير والده الملك أحمس الأول، كما حددت الدراسة بشكل دقيق عمر الملك أمنحتب الأول وقت الوفاة وقدرته بـ 35 عاما”.

وعلى الرغم من وفاته وهو شاب، أوضحت الدراسة الحالة الصحية الجيدة للملك أمنحتب الأول، حيث لم تظهر أية أمراض أو إصابات بالمومياء تنبئ عن سبب الوفاة، وفقا لحواس.

وكشفت الدراسة معلومات مثيرة عن طريقة تحنيط الملك أمنحتب الأول المميزة، حيث اتضح أن وضعية تقاطع الساعدان على جسد مومياء الملوك، والتي تسمى بالوضعية الآوزيرية، بدأت بمومياء الملك أمنحتب الأول، إذ لم تر هذه الوضعية في الملوك الذين سبقوا الملك أمنحتب الأول، واستمرت بعده في ملوك المملكة الحديثة.

وأثبتت الدراسة أن “المخ لا يزال موجودا في جمجمة الملك أمنحتب الأول، فلم تتم إزالة المخ في عملية التحنيط على عكس معظم ملوك المملكة الحديثة مثل توت عنخ آمون ورمسيس الثاني وغيرهما ممن تمت إزالة المخ في مومياواتهم ووضع مواد تحنيط وراتنجات داخل الجمجمة”.

الأشعة المقطعية تظهر حزام التمائم الذهبية الذي يختفي تحت اللفائف حول خصر الفرعون أمنحتب الأول- ذي غارديان

وكشفت صور الأشعة ثلاثية الأبعاد الدقيقة في الدراسة، عن “وجود 30 تميمة في داخل المومياء وبين لفائفها”، بالإضافة إلى “حزام أسفل ظهر مومياء الملك مكون من 34 خرزة من الذهب”.

كما كشفت الدراسة عن التقنية الدقيقة للمصريين القدماء في صناعة القناع الجنائزي للمومياء ووضع الأحجار الثمينة عليه.

ورصدت الدراسة ولأول مرة أسرار معالجة كهنة الأسرة الـ 21 للمومياوات الملكية لإعادة دفنها في الخبيئتين الملكيتين في وادي الملوك والدير البحري بالأقصر.

وأثبتت العناية الفائقة التي أولاها كهنة هذه الأسرة لإعادة دفن مومياء الملك أمنحتب الأول والحفاظ على الحلي الذهبية ووضع العديد من التمائم بداخل المومياء، مما يعيد الثقة في حسن نوايا مشروع إعادة دفن المومياوات الملكية للحفاظ عليها عكس المزاعم التي أثيرت عن أن الهدف كان سرقة الحلي والنفائس من مومياوات الملوك القدامى لإعادة استخدامها لملوك الأسرة الـ 21.

الدكتور زاهي حواس مع الدكتورة سحر سليم- صورة أرشيفية ( موقع جريدة الأهرام )

وتأتي هذه الدراسة في إطار مشروع “المومياوات الملكية” التابع لوزارة السياحة والآثار المصرية والذي بدأ منذ عام 2005، حيث قام حواس والدكتورة سحر سليم باستخدام الأشعة المقطعية لفحص 40 مومياء ملكية حتى الآن.

ومن النتائج المهمة لهذا المشروع الكشف عن أسرار مقتل الملك رمسيس الثالث في “مؤامرة الحريم” ومقتل الملك سقنن رع في معركة تحرير مصر من الغزاة الهكسوس.

المصدر: الشادوف+وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.