الضُرَةْ مُرَةْ.. ولو كانت جَرَةْ !

0 625

تدور قصة هذا المثل الشعبي العربي حول زوجين متحابين لم ينجبا أطفالا رغم مرور سنوات على زواجهما.
ولكي يتخلص الزوج من إلحاح زوجته عليه بالزواج من أخرى ليتمكن من الإنجاب، وافق أخيرا وهو يعتزم تلقينها درسا لا تنساه!
أخبرها في صباح ذلك اليوم أنه سيسافر رحلته المعتادة التي تستمر شهرا، وسوف يتزوج من المدينة البعيدة التي يبيع تجارته فيها.
عاد الزوج بعد السفر يحمل بين ذراعيه شيئا مغطى بالكامل، وأبلغ زوجته أن ما يحمله هو زوجته الجديدة!
دخل غرفة..أغلق الباب وسط ذهول زوجته الأولى. خرج وقال بلهجة صارمة أن القانون الأول والوحيد هو ترك الزوجة الجديدة في حالها حتى تتعود على البيت وتبادر هي أولا بالحديث معها.
ترك الزوج البيت متعللا بإنهاء أعماله وتخزين بضاعته، ودفع الفضول الشديد الزوجة الأولي لسلوك كل الطرق طوال ساعات، حتى تتعرف على ضرتها.. وتخمن من صوتها شكلها وهيئتها.. طرقت الباب..أحضرت طعاما..صاحت بأعلى صوتها بدون استجابة من الغرفة المغلقة الصامتة صمت القبور.
الوحدة الطويلة والشغف والفضول والغيرة واليأس من الاستجابة، أصابتها بالجنون. جلست أمام باب الغرفة المغلقة تبكي بكاء مريرا.. وبينما هي على تلك الحال، حضر الزوج، وسألها عن سبب جلوسها أمام الباب وبكائها الشديد.
كذبت عليه للمرة الأولى، وبررت بأنها حاولت الترحيب بزوجته الجديدة والاستماع لصوتها وتبادل الحديث معها، غير أنها نهرتها بل وقامت بسبها بأبشع الألفاظ، وهي لم تفعل شيئا يستوجب كل هذا مما يدل على أن تلك الزوجة الجديدة سيئة وخبيثة!
أظهر الزوج علامات الضيق والغضب، وأمسك بعصا غليظة، وقال وهو يفتح باب الغرفة بالمفتاح: إنها حقا تستحق التأديب!
عقدت الدهشة لسان الزوجة وتجمدت في مكانها، بينما سمعت دويا شديدا نتيجة لارتطام العصى بجسم صلب أدى لتهشمه. استفاقت الزوجة وهرولت لتدخل الغرفة وتشاهد العصا فوق السرير، وزوجها ينظر إليها بابتسامة غير مفهومة. رفعت غطاء السرير لتجد (جرة كبيرة) قد تهشمت نتيجة لضربها بالعصا.
فهمت الآن، لماذا يبتسم زوجها. بادرت بالإعتذار له عن كذبتها، وبررت الكذب بالغيرة الشديدة من الضرة الجديدة، وقالت بأسى وحسرة:” الضرة مرة ولو كانت جرة”. ومنذ ذلك اليوم صارت مثلا يتداوله الناس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.