اسرائيل تنشر نتائج تحقيقاتها في حادث معبر العوجة الحدودي مع مصر!
إقالة قائد كبير في جيش الكيان.. وتوبيخ ضابطين آخرين.. وجيش السيسي (نايم في العسل ) !
هذا هو الموجز، واليكم التفاصيل:
بشكل منفرد وسريع قبل مرور 10 أيام على الحادث، نشر جيش دولة الاحتلال الاسرائيلي نتائج التحقيقات التي أجراها في مقتل 3 من جنوده على يد شرطي مصري ( معبر العوجة مع مصر في 3 يونيو/حزيران الجاري.
وفيما لم يتطرق بيان جيش الاحتلال الذي نشر مساء اليوم الثلاثاء إلى وجود أي تورط من أي نوع لعناصر من تنظيم الدولة (ولاية سيناء) في هذا الحادث بأي شكل من الأشكال، أقرت التحقيقات بوجود “عدة إخفاقات” في الجاهزية القتالية على الحدود مع مصر.
ووفق بيان جيش الاحتلال، فقد “كشف التحقيق أن شرطيًّا مصريًّا، توغّل من الحدود المصرية إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، عبر معبر أمني في السياج”، ثمّ أطلق النار بعدها على اثنين من الجنود الإسرائيليين، الذين تواجدا في المنطقة، ما أسفر عن مقتل مجند ومجنّدة.
ووفق البيان، فإنه “بعد ساعات قليلة، شوهد (المخرّب) #الشهيد_محمد_صلاح وهو يطلَق النار من مسافة بعيدة باتجاه قوة من الجيش الإسرائيلي التي ردت بإطلاق النار”، مما أسفر عن مقتل جندي ثالث، وإصابة آخر. وأكد قائد القيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي أليعيزر توليدانو ضرورة تصحيح تلك “الإخفاقات” واستخلاص العبر منها.
وأعلن الجيش الاسرائيلي عن إقالة قائد وحدة “فاران” المقدم (عيدو سعد) من منصبه نظرا لمسؤوليته الكاملة وطريقة تنفيذ النشاطات في المنطقة.
وبالطبع، فإن أي مراقب ومتابع يعلم جيدا أن دولة الكيان تنشر كل شيء لمواطنيها بدون أية حساسيات، وإذا كان هناك تورط من ولاية سيناء في الموضوع كان من المحتم أن تطلع الرأي العام هناك على هذا الأمر، فهم ليسوا في مصر. هناك شعب يقظ ومواطن لديه صوت انتخابي حقيقي، ولا يجرؤ نتنياهو أو غيره أن يتجاهله تحت أي ظرف من الظروف.
ووفقا لبيان الجيش الإسرائيلي، فقد “تبين من التحقيق أن الأسباب الرئيسة لوقوع الحادث هي الممر الأمني في السياج، الذي تم إخفاؤه دون إغلاقه، ولذلك قرر جيش الاحتلال سد الممرات الأمنية المقامة في السياج الحدودي على طول الحدود مع مصر، كما قرر تقليص مدة مناوبة الجنود في نقاط المراقبة من 12 ساعة إلى 8 ساعات.
وقرّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، إقالة قائد الفرقة العسكرية التي تعمل قرب الحدود المصرية، من منصبه، ونقله ليتولّى منصبا آخر في الجيش. كما تم “توبيخ” قائدي الوحدة والكتيبة، في المنطقة، واللذيْن تقرّر كذلك تأخير ترقيتهما لست سنوات.
وأظهر التحقيق أن إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين، اكتُشف بعد فترة طويلة من تنفيذه، وأن منفذه، علم بوجود معابر طوارئ في السياج الفاصل عند الحدود، وهو ما لم يعلمه الجنود الإسرائيليون. وتبين من التحقيق “أن الأسباب الرئيسية لوقوع الحدث؛ هي المعبر الأمنيّ في السياج، الذي كان مخفيا، ولكنه لم يكن مقفلا”، بحسب ما زعم البيان. ولفت البيان إلى “تدني جودة تطبيق مبدأ الأمن والدفاع في المنطقة الحدودية”.
كما أشار إلى أنه من الضروريّ، “ترتيب الأولويات” بين الاستعداد للحدث الذي شهده الجيش، و”الاستعداد للتعامل مع تهديد التهريب”، الذي تشهده المنطقة.
ووفق بيان الجيش الإسرائيليّ، فإنه “لم يتم العثور على عيوب أو خلل في عمل الجنود الذين سقطوا قتلى، وقد برز هؤلاء الجنود بشكل إيجابي في أفعالهم كجنود في الجيش الإسرائيلي”. كما تبين، بحسب التحقيق، أن “انتشار قوات الدفاع في المنطقة التي تتميز بحوادث التهريب، إلى جانب عدد كبير من المسافرين الإسرائيليين؛ كان ضروريا. ومع ذلك، فإن التقسيم إلى أزواج (أن يكون في كل موقع مراقبة، جنديان)، ومدة المهمة، وطريقة التحكُّم، كان لابد من النظر فيه وتنفيذهما بشكل مختلف، وتم استخلاص العبر في هذا المجال، وتطبيقها”.
وذكر البيان أن “التحقيق أظهر بوضوح، أنه منذ اللحظة التي تمّ فيها التعرّف إلى منفذ العملية، في محيط المناطق التي تواجد فيها مسافرون إسرائيليون، سعت القوات (الإسرائيلية) الموجودة في المنطقة، للتواصل معه، وتصرفت بحزم، حتّى تم تحييده”.
وأضاف أنه لم تكن هناك “فجوة في استجابة سلاح الجو، لمطالب الوحدة”، التي كانت على الأرض. وأوضح أنه “كجزء من الدروس المعتمَدة للتنفيذ الفوريّ، تقرَّر إغلاق المعابر الأمنية في السياج، وتقليص مدة المهمة المستمرة للمقاتلين (في الجيش) من 12 ساعة متتالية، وتحديد حدّ أدنى مختلف للجنود، في مهمات من هذا النوع”.
وذكر أنه “كجزء من التحقيق، تم إجراء تحقيق بالتعاون مع الجيش المصري، على خلفية التعاون الأمنيّ الإستراتيجيّ بين البلدين، والذي تضمّن زيارة كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي إلى القاهرة، وتحقيقا مشتركا في مكان الحدث في الأراضي الإسرائيلية”.
ونقل بيان الجيش الإسرائيلي، عن قائد المنطقة الجنوبية، القول، “هذا حدث خطير، له نتائج عملياتية خطيرة كان من الممكن تفاديها، ويجب استخلاص العبر منها على الفور”. وأضاف المسؤول ذاته، أنه “على الرغم من النتائج الصعبة، تمكنت القوات من… تحييد (المخرّب) يقصد الشهيد البطل محمد صلاح في الأراضي الإسرائيلية، قبل أن يعرّض المدنيين للخطر في المناطق المجاورة”.
ولفت البيان إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، قد تلقّى النتائج التي توصّل إليها التحقيق. وفي هذا الصدد ذكر هليفي أن “هذا حدث عملياتيّ أسفر عن مقتل ثلاثة مقاتلين على يد شخص واحد”.
وأشار إلى بروز “عامليْن، كان لهما القدرة على منع وقوع الحادث؛ الموقف من المعبر الأمنيّ، عند السياج، والالتزام بمبدأ الأمن”. وأكد هليفي وفق البيان ذاته، أنه “إلى جانب العمل عالي الجودة لسلسلة القيادة، والذي أسفر عن نتائج وإنجازات كبيرة في التدابير المضادة على الحدود، تم العثور على ثغرات وخلل في تنفيذ المفهوم العملياتيّ، وفي ترتيب الأولويات العملياتيّة” كذلك.
وشدّد على أن “هذا حدث خطير، كان يمكن وينبغي منعه”، مضيفا: “سوف نستخلص الدروس اللازمة، ونتعلمها ونصحّحها ونحسّنها”. ووفق البيان، فقد أوعز هليفي بأن “يتم تعليمها لجميع الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي”. وذكر البيان أن إجراءات ستُتَّخذ بحق عدد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، بعدما صدرت نتائج التحقيق.
من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، في تعقيبه على نتائج التحقيق إن “رئيس الأركان عرض علي نتائج التحقيق الذي أجراه. تحقيق سريع، ومؤثر، ولا لبس فيه”. وذكر أنه “ما كان يجب أن يقع هذا الحدث”، مضيفا أن “القرارات التي سنتخذها، ستمنع وقوع حوادث مستقبلية”.