أمريكا تتعهد لاسرائيل بمساعدتها في إعادة إعمار مدنها عقب نشوب حرب شاملة مع إيران
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن بند خفي في اتفاق قديم بين واشنطن وتل أبيب إذا تعرضت إسرائيل للتدمير إثر نشوب حرب إقليمية في المنطقة خصوصا مع إيران، فيما تم تداول تصريحات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قال فيها إنّ الإسرائيليين مستعدّون لقتال إيران حتى آخر جندي أميركي لا إسرائيلي !!
وذكرت الصحيفة اليوم الجمعة أن الولايات المتحدة تعهدت بمساعدة إسرائيل على إعادة إعمار المنشآت والبنى التحتية المدنية، التي ستتضرر إثر نشوب حرب إقليمية، بما فيها على سبيل المثال اندلاع قتال مسلح بينها وبين إيران.
وقالت الصحيفة إن في الفصل الأخير من خطة الدفاع المشترك الإسرائيلية الأميركية السرّية لحالة طوارئ إقليمية بندًا لا يعرفه سوى عدد قليل في المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية، تتعهد الإدارة الأميركية، في هذا القسم المعنون بـ”المساعدة لإعادة بناء دولة إسرائيل”، بمساعدة إسرائيل على إعادة بناء البنية التحتية المدنية التي ستتضرر من حرب إقليمية، على سبيل المثال بينها وبين إيران.
وأشارت إلى أن ذلك يشمل إعادة إعمار الموانئ والكهرباء والاتصالات والمياه والطرق، وأي مساعدة أخرى تعين إسرائيل على إعادة إعمار الجبهة الداخلية.
وقالت إن الدراية بهذا البند قليلة ربما لأنه لم يصبح ساري المفعول حتى عام 2018، وربما لأنه لا أحد يعتقد أن تدميرا سيلحق البنية التحتية على النطاقات التي تتوقعها السيناريوهات المتطرفة.
وأضافت أن من المشكوك فيه أن يكون لدى الولايات المتحدة اتفاق مماثل مع دولة أخرى.
وأشارت إلى أن الاتفاق مخصص لسيناريوهات متطرّفة، مثل هجوم صاروخي واسع النطاق على الموانئ البحرية، وأنظمة إمدادات الكهرباء والمياه، وغيرها من المواقع الحيوية.
وكانت إسرائيل قد أعلنت في الأسابيع الأخيرة أنها تستعد لتنفيذ هجمات على منشآت نووية إيرانية، وردّ مسؤولون إيرانيون بقولهم إن أي هجوم إسرائيلي سيُردّ عليه.
عبّر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عن انزعاجه من التعامل الإسرائيلي مع اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في العراق مطلع 2020.
ورغم أن اغتيال سليماني كان من المفترض أن يشكّل نقطة الذروة للتعاون الأميركي – الإسرائيلي ضدّ إيران، إلا أنه تحوّل إلى واحدة من نقاط الانحطاط بين الولايات المتحدة وإسرائيل في عهد ترامب، وفق ما يورد الصحافي الإسرائيلي، باراك رافيد، في كتابه “سلام ترامب”، الصادر هذا الأسبوع.
وبحسب رافيد، عندما سأل ترامب عن ضلوع إسرائيل في اغتيال سليماني، قال “لا أستطيع الحديث عن هذا الموضوع. كنت محبطًا للغاية من إسرائيل حول هذا الموضوع”، وكرّر “لا أستطيع الحديث عن هذا الآن. لكنّني لم أكن سعيدًا من الطريقة التي تصرّفت بها إسرائيل. إسرائيل لم تفعل الشيء الصحيح… سيسمع الناس عن ذلك في الوقت المناسب”.
ورفض مسؤولون أميركيون التعليق على الأمر، وفق رافيد، الذي تابع أنّ “الشعور العام هو أن الموضوع يثير حرجًا عند كل من انكشف إليه في الجانب الأميركي”.
وقال مسؤولون أميركيون سابقون لرافيد إنّ ترامب توقّع “دورًا إسرائيليا نشطًا أكثر في الأيام التي أحاطت باغتيال سليماني”. واعتبر ترامب أن تصرّف رئيس الحكومة الإسرائيلية في تلك الفترة، بنيامين نتنياهو، “ناكر للجميل”.
وقال مسؤول أميركي لرافيد إنّ “ترامب غضب جدًا على نتنياهو، وقال في ذلك اليوم إنّ الإسرائيليين مستعدّون لقتال إيران حتى آخر جندي أميركي”، ووضع المسؤول الأميركي تصريحات ترامب في سياق غضبه مع حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وفق الكتاب، الذي تابع أن اغتيال سليماني شكّل “بادرة سيئة” على العلاقات بين ترامب ونتنياهو منذ ذلك الحين وحتى الآن، وأن عددًا قليلا جدًا من المسؤولين الإسرائيليين اطّلع على الموضوع.
وأردف الكاتب أنّ محاولات نتنياهو الشرح وتصحيح الأمور مع ترامب، بعد ذلك بأشهر، لم تنجح. “ترامب لم يقتنع، واستمرّ في الاعتقاد أن نتنياهو استغلّه”.
ورفض مسؤول أمني إسرائيلي الادعاءات بأنّ إسرائيل لم ترغب في أن تكون جزءًا من اغتيال سليماني. وقال للكاتب “في المحادثات بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأميركية اقترحت إسرائيل أن تكون هي من ينفّذ، لكنّ الأميركيين أصرّوا أن يكونوا هم من ينفّذ الاغتيال”.
جاء ذلك فيما أفاد صحافي إسرائيلي أنّ الصداقة التي كانت تجمع بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو انتهت بعدما اتّهم الملياردير الجمهوري زعيم الليكود بقلّة الوفاء وشتمه قائلاً: “تبّاً له”، وذلك بسبب التهنئة التي وجّهها نتنياهو إلى منافسه جو بايدن بانتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.
وقال باراك رافيد، الصحافي في موقع “أكسيوس” الإخباري، إنّ ترامب أدلى بهذا التصريح خلال مقابلة أجراها معه في إطار كتاب يعدّه عن العلاقات الإسرائيلية-الأميركية في عهد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب. وكتب الصحافي الإسرائيلي “كان دونالد ترامب وبنيامين نتانياهو حليفين سياسيين مقرّبين جداً خلال السنوات الأربع التي قضياها معاً في السلطة، أقلّه علانية”. وأضاف أنّ هذه الصداقة “انتهت” اليوم.
وأوضح رافيد أنّه التقى ترامب مرّتين في إطار مقابلات أجراها لإعداد كتابه الجديد وعنوانه “سلام ترامب: اتفاقات أبراهام وإعادة تشكيل الشرق الأوسط”. وأضاف أنّه في كلا المرّتين وجّه الملياردير الجمهوري الذي لم يعترف يوماً بهزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام بايدن، انتقادات شديدة إلى “بيبي”، لقب نتانياهو الذي يتزعّم حالياً المعارضة في إسرائيل.
ونقل الصحافي عن ترامب قوله خلال المقابلة الأولى التي أجراها معه في نيسان/أبريل “لقد أحببت بيبي. ما زلت أحبّه. لكنّني أيضاً أحبّ الوفاء. أول شخص هنّأ بايدن كان بيبي، وهو لم يهنئه فحسب، بل أعدّ مقطع فيديو”. وأضاف أنّ نتانياهو “كان من الأوائل. لم أتحدّث معه منذ ذلك الحين. تبّاً له”.
ووفقاً لرافيد فقد أكّد ترامب أنّه فعل لإسرائيل ولنتانياهو أكثر مما فعل أيّ رئيس أميركي آخر، مستشهداً في ذلك بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس وإبقاء القوات الأميركية في المنطقة واعتراف الولايات المتحدة بسيادة الدولة العبرية على مرتفعات الجولان السورية.
وفي المقابلة الثانية التي أجراها الصحافي الإسرائيلي مع ترامب في تمّوز/يوليو، أي في أعقاب الإطاحة بنتانياهو بعد 12 عاماً قضاها في السلطة، قال الرئيس الأميركي السابق عن صديقه السابق “أنا أحبّه، لكنّه كان في السلطة منذ فترة طويلة”. وردّاً على ما قاله عنه ترامب أصدر نتانياهو بياناً نشره موقع أكسيوس.
وقال رئيس الوزراء السابق في بيانه “أقدّر كثيراً المساهمة المهمّة التي قدّمها الرئيس ترامب لإسرائيل وأمنها”. وأضاف “أعي أيضاً أهمية التحالف القوي بين إسرائيل والولايات المتّحدة، وبالتالي كان من المهمّ بالنسبة الي أن أهنّئ الرئيس المنتخب”.
المصدر: الشادوف+وكالات