أحمد حسن الشرقاوي يكتب:القصيبي وغالاواي في غزو العراق.. حكاية خبر !
العالم ينتظر في هذه الأيام الرد الايراني على اغتيال الشهيد اسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، والذي حدث غيلة وغدرا في يوم الأربعاء 31 يوليو 2024. في مثل تلك اللحظات التي يسود فيها الترقب والانتظار والتوتر جراء حدث دولي مهم، تذكرت حكاية خبر انفرد به العبد الفقير الى الله أحمد حسن الشرقاوي وكان يتعلق بتفاصيل وتوقيت الغزو الأميركي للعراق في 19 مارس/آذار من العام 2003.كنت في هذا الوقت قد بدأت مهمتي حديثا باعتباري مديرا لمكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ.ش.أ) منذ أغسطس/آب من العام 2002، وفي البداية وجدت صعوبة بالغة في تغطية أخبار وزيارات المسؤولين العرب للعاصمة البريطانية نظرا لأن السفارات العربية تتردد في التعامل مع حديثي العمل في لندن حتى يتم التعرف عليهم في المناسبات الدبلوماسية المختلفة وكما قيل لي من زملاء آخرين يتم تأكيد هويات الوافدين الجدد من خلال السفارة المصرية في بيئة عمل مستقرة لا تتغير فيها الوجوه كثيرا.لم تكن لدي رفاهية الوقت للانتظار، فقد كنت محل رهان من رئيس التحرير الأستاذ محفوظ الأنصاري، وغالبا ما كانت تصلني تعليقات بعض المتربصين المترقبين الحاسدين، وكيف كانوا يكلفون أنفسهم مشقة زيارة مكتب رئيس التحرير للدس لي والوقيعة بيني وبينه بالقول إن خبر زيارة رئيس وزراء لبنان أو ملك البحرين أو رئيس جيبوتي لبريطانيا فات على الشرقاوي أن يرصده، وأن قسم الاستماع العربي قام بتغطية الخبر نقلا عن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).وطبعا كنت أعرف تلك الدسائس، وأقوم فورا باستكمال التغطية لتعويض الخبر الأصلي الذي لن يكون بمقدوري الحصول عليه مسبقا سوى بالحصول على ثقة الدبلوماسيين البيروقراطيين الذين يترددون ألف مرة قبل منح الخبر مسبقا، وذلك طبعا لاعتبارات أمنية.ظل هذا الأمر يؤرقني طوال فترة الشهور الأولي من عملي في لندن، وبعد تفكير عميق ودعاء الى الله، هداني ربي الى حل مبتكر وغير تقليدي. هذا الحل اسمه (جورج غالاواي). كان جورج نائبا في البرلمان البريطاني عن حزب العمال الحاكم آنذاك بقيادة توني بلير، وكان وجها معروفا لكافة السفارات العربية وصديقا لكل السفراء العرب.في بداية وصولي الى لندن، أجريت مع غالاواي مقابلة تليفزيونية تم بثها على قناة النيل للأخبار وتم بثها أيضا على النشرة العامة لـ ( أ.ش.أ) ونقلت كافة الصحف المصرية التصريحات باعتبارها مقابلة خاصة للوكالة. وأحدثت هذه التصريحات دويا كبيرا عرف غالاواي من خلاله مدى قوة وكالة الأنباء المصرية (أ.ش.أ)، ومراسلها، إذا كان متمكنا من عمله!في يوم من الأيام، قفزت الفكرة الى ذهني. حل مشكلة التواصل مع السفارات العربية في لندن عند جورج غالاواي!طلبت مقابلته في مكتبه، وعندما ذهبت اليه قلت له: لدي مشكلة يا جورج، وأعتقد أن الحل عندك.قال: كيف يكون الحل عندي؟ ثم أولا ماهي تلك المشكلة؟!شرحت له المشكلة الخاصة بكوني مراسلا جديدا في لندن وأجد صعوبة فى التواصل مع السفارات العربية للحصول على أخبار زيارات المسؤولين والوزراء العرب لبريطانيا لأن تلك السفارات تتعامل فقط مع مجموعة محدودة من الصحافيين العرب يعملون معا كناد مغلق وبمنطق الشلة الحديدية.قال: نعم هذه هي المشكلة، وقد فهمتها الآن..لكن كيف يكون حل هذه المشكلة؟!قلت له : مكتبك تصله كل الأخبار والدعوات والمناسبات الخاصة بالسفارات العربية في لندن، هل من الممكن أن يتم ارسالها الى عبر الفاكس؟قال: نعم، بكل سرور، وأخذني من يدي الى سكرتيرته الشخصية، وقال لها: ارسلي كل الدعوات التي تصل الينا من السفارات العربية الى السيد الشرقاوي في مكتبه، واستأذنت جورج أن أتابع معها من آن لآخر عبر الهاتف، فلم تمانع وأعطتني هاتفها الشخصي وهواتف المكتب والفاكس.وبهذا الحل، تمكنت بفضل الله من التغلب على مشكلة التواصل مع السفارات العربية خلال وقت وجيز للغاية، خصوصا لأنني لم أعتمد على وصول الدعوات والتنبيهات التي تصل لمكتب غالاواي، وإنما حرصت على أن تصلني الدعوات باسمي وباسم المؤسسة التي أمثلها في لندن، وهي وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ.ش.أ).(كريستينا ) كان اسم إحدى مساعدات غالاواي في مكتبه بمجلس العموم البريطاني التي كنت أهاتفها بشكل شبه يومي وفي بعض الأحيان لمرتين في اليوم، وعندما أصل الى معلومة محددة أقوم بالاتصال بالسفارة وتعريفهم بنفسي وإبلاغهم بأنني لدي معلومة بأن الرئيس أو الملك أو الوزير الفلاني سيزور لندن الأسبوع المقبل، وأسألهم: لماذا لا تتواصلون معنا في وكالة الأنباء المصرية بعد افتتاح مكتبها مجددا عقب فترة إغلاق استمررت نحو 8 سنوات تقريبا، وبذلك فتحت قنوات تواصل سريعة وقوية مع سفارات غالبية البلدان العربية والاسلامية في لندن.طبعا القصة دي مهمة لأنها ستقودنا الى طرف الخيط الذي اريد التقاطه، لكن قبل ذلك، أود القول أن درسا عظيما تعلمته من الراحل الكبير الأستاذ رجائي الميرغني ( نائب رئيس التحرير بوكالة أنباء الشرق الأوسط والوكيل الأول السابق لنقابة الصحفيين المصريين) عندما كان يتحدث عن طريقة عمل المندوب الصحافي داخل مصر أو المراسل فى الخارج.أستاذنا عليه رحمة الله كان يقول: حذار أن تتصل بمصادرك صباح كل يوم لتسألهم: هل عندكم أخبار النهارده؟! ويبتسم متهكما بالقول: هذا سؤال غبي من صحفي فاشل، زي سؤال الزوج البليد لزوجته: طابخين إيه النهارده؟!!يبتسم ضاحكا ويمضي في نقل خبراته كمندوب صحفي داخل مصر وكمراسل صحفي خارج البلاد، فيقول: لابد أن تقرأ الصحف وتتصفح المواقع أولا قبل أن ترفع سماعة الهاتف على مصادرك صباح كل يوم، لابد قبل أن تتصل بهم أو تذهب اليهم أن تتكون لديك أفكار وأسئلة وموضوعات في عقلك تسأل فيها المصادر، وهذا يخلق الخبر ويثري المادة الخبرية ولا يكتفي الصحفي هنا بدور الناقل البليد، أو بتعبيره أن يكتفي الصحفي بدور ( الحمار الذي يحمل أثقالا) !!عموما، تعلمنا من الميرغني أن الخبر هو العمود الفقري لمهنة الصحافة، ومن لم يتعلم الحصول على الخبر وطرق صياغة وكتابة الخبر لا يمكن أن يكون صحفيا مهنيا محترفا، البعض ربما يكون كاتب مقال جيد لكنه ليس صحفيا جيدا، والسبب أنه لا يعرف كيف يجلب الخبر وإذا جلبه لا يعرف كيفية صياغته بأفضل شكل.يمكنك لعامة الناس أن يحكموا يقينا بأن فلان كاتب مقال جيد، لكن أهل الخبرة يعرفون أنه ليس صحفيا جيدا ولا حتى صحفيا على الإطلاق، لكن كل صحفي جيد يستطيع أن يكتب مقالا جيدا، وطبعا العكس غير صحيح.المهم، أنني كنت أتصل بمكتب النائب البريطاني جورج غالاواي بصورة شبه يومية ومن خلال مكتب غالاواي كنت أعرف خريطة التحركات والزيارات الرسمية العربية في عاصمة الضباب.في أحد أيام شهر فبراير، عرفت أن السفارة السعودية تقيم حفل استقبال وأن السفارة أرسلت دعوة لجورج لكي يحضر الحفل، وكان السفير وقتها هو (الدكتور غازي القصيبي) وكان شاعرا وأديبا قبل أن ينتقل للرياض ليتولى منصب وزير الموارد المائية، والأهم أنه كان الصديق الصدوق لجورج غالاواي. عرفت الموعد والمكان، واتصلت بالسفارة السعودية ألومهم لأنهم لم يرسلوا لمكتب وكالة الأنباء المصرية في لندن دعوة لحضور هذا الحفل، فاعتذر الموظفون ووعدوا بإرسال دعوة عبر الفاكس.انتظرت عدة أيام، ولكنهم لم يرسلوا الدعوة، اتصلت بجورج، فأعطاني رقم تليفون السفير القصيبي، وقال لي: اتصل به وقل له أنك حصلت على تليفونه الخاص من جورج غالاواي. فعلت ما قاله لي جورج، وعلى الفور، قام السفير السعودي باستدعاء مديرة مكتبه وأبلغها تعليمات بضم اسمي لأسماء الصحافيين الذين تدعوهم السفارة في المناسبات الوطنية، وقال لها: ترسلوا له دعوة فورا لحفل الاستقبال المقرر غدا. وفور إنتهاء المكالمة كانت الدعوة تصلني عبر الفاكس!أقيم الحفل في أحد فنادق لندن الفاخرة، ورتبت مع جورج أن أذهب اليه في المكتب لأنه قريب مني، ونذهب سويا في سيارته، وبالفعل ذهبنا معا، وكل من في الحفل ظن أنني أعمل مع غالاواي، وكان هذا أمر جيد دعاهم لمنحي بعض الثقة لأنني صديق لغالاواي أو لمجرد انه يعرفني جيدا. استقبلنا القصيبي بترحاب واضح وقدمني غالاواي للسفير السعودي وروى له كيف أن خبرا واحدا نقلته عنه هز المنطقة العربية كلها، وهنا لمعت عين السفير، وقال: جيد أننا تعرفنا عليك يا أستاذ أحمد. قالها باللغة العربية !بادر غالاواي لسؤال السفير عن الشغل الشاغل للجميع في لندن وحول العالم. قال له بفضول: غازي.. هل لديك فكرة كيف ومتى سوف يبدأ الأميركيون الحرب على العراق؟!مال عليه السفير غازي القصيبي،واقترب من أذنه بينما كنت أتوسط الوقوف بينهما، وقال له هامسا: المسؤولون العسكريون الأميركيون يقولون أنهم لن يكونوا جاهزين قبل منتصف مارس 2003، وسيكون الدخول من الكويت وليس من شمال العراق وكردستان، وحسابات العسكريين الأميركيين مبنية على أن يكون القمر كالبدر المكتمل حتى تكون ساحة المعركة في الصحراء مضيئة ليلا بدون الحاجة لقنابل الضوء، ولكن على المستوى السياسي فإن القرار في يد (الرئيس جورج) بوش (الإبن)، وغالبية الادارة في واشنطن تميل الى أن التدخل لن يتم خلال شهر رمضان المبارك والذي كان على الأبواب في ذلك الوقت، وإنما بعد شهر رمضان على الأرجح.وبالنسبة لي كصحفي، فإن ما همس به السفير السعودي في أذن غالاواي من الناحية الصحافية يعد (خبرا صحافياَ مكتمل الأركان) يرقى لكونه سبقا وانفرادا كبيرا لمؤسستي، وبالطبع لم يكن يتعين تفويت تلك الفرصة. انتحيت جانبا لأشرب مشروبا، وانتهزت الفرصة لتدوين الملاحظة في دفتر صغير في جيبي حتى لا أنسى التفاصيل.في صباح اليوم التالي، هاتفت جورج، وقلت له إن المعلومة التي أخبرك بها القصيبي هي خبر صحافي كبيرومهم، وأظن أن القصيبي قصد أن يسمعني إياها بل وقصد أن أقوم بنشرها دون أن يطلب مني ذلك لحساسية منصبه، لكن المشكلة عندي يا جورج هي: لمن أنسب هذا الخبرالكبير؟!قال: لا تنسبها لي يا أحمد رجاء. الكلام نقله القصيبي عن مسؤولين عسكريين أميركيين، وأنا لا أريد هذا الربط بيني وبين العسكريين الأميركيين.قلت: تمام، لكنني أشعر بالحرج من الاتصال بالقصيبي لحساسية منصبه ولاحتمالية مراقبة هاتفه من بلاده قبل أي شي آخر، لكنني على ثقة انه ألقى الخبر على مسامعي عامدا متعمدا.. فماذا نفعل يا صديقي؟!تظاهر جورج بالانشغال بمكالمة أخرى، وقال لي سوف اتصل بك لاحقا يا أحمد. وبالفعل، اتصل جورج بعد ربع ساعة، وقال باستعجال: أحمد لقد حصلت أنت فعلا على الخبر، وهو خبر صحيح وإنني أشهد على ذلك، لكن أرى انه من غير المناسب أن تنسبه للسفير السعودي حتى لانقع جميعا في حرج دبلوماسي. أنا قمت بتعريفك على السفير، وهو يرى أنك صحافي متميز وإنسان رائع. فهمت فورا أن جورج اتصل بالقصيبي، وأن مطلب إخفاء المصدر جاء بناء على طلب من السفير السعودي في لندن الدكتور غازي القصيبي.وعدته بإخفاء المصدر، ومن هنا بدأت قصة أخرى على الجانب المقابل في مصر.في مكتب وكالة الأنباء المصرية في حي (هارلسدن) شمال لندن، جلست ذلك الصباح، وكتبت الخبر نقلا عن ( مصدر دبلوماسي عربي ) يؤكد أن التدخل العسكري الأميركي في العراق لن يتم قبل منتصف مارس وبعد شهر رمضان الكريم، ووفقا لمسؤولين عسكريين أميركيين يؤكدون أيضا ان فترة اكتمال القمر ضرورية لإنارة ساحة المعركة التي ستكون من الجنوب من الكويت وليست من الشمال في كردستان).كان خبرا قصيرا لكنه بالغ الأهمية بسبب حالة الانتظار والترقب السائدة في تلك الفترة، وانتشار الكثير من الكلام عن محاولات عربية وغير عربية لوقف دوران آلة الحرب الأميركية ومنع وقوع الحرب. وقد سمعنا تفاصيل تلك المحاولات بعد ذلك بسنوات من رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيح حمد بن جاسم بن جبر آل ثان الذي روي تفاصيل تدخله بشكل شخصي لدى إدارة الرئيس جورج بوش الإبن، وكيف قام نائب الرئيس (ديك تشيني) بإجهاض هذه المحاولة التي استهدفت وقف الحرب على العراق.بعد بث الخبر على نشرة (أ.ش.أ)، اتصل بي رئيس التحرير الأستاذ محفوظ الأنصاري هاتفيا، وقال لي: الخبر كويس يا أحمد، إيه حكايته؟ ومين هو هذا المصدر الدبلوماسي العربي الذي نقلت عنه هذا الخبر؟!لم ينتظر إجابتي لمعرفته بأن لدي حساسية من هذه النوعية من الأسئلة، لذلك قال فورا، ” لما الواد جلال عرض عليّ الخبر، وقال لي إنك لم تذكر المصدر، قلت له: أنشر الخبر فورا على مسؤولية رئيس التحرير، أحمد لما يقول إن هناك مصدر، يبقى فيه مصدر، أنا(أي الأنصاري) سوف أتصل بالشرقاوي في لندن لأعرف المصدر”.كانت تلك الكلمات تنزل على قلبي بردا وسلاما لأنها تؤكد أن رئيس التحرير يقف معي ويساندني ضد ألاعيب “الثعالب الصغيرة” التي تشعر أحيانا بالغيرة والحسد والرغبة في عرقلة المنافسين بطرق غير شريفة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بخبر بهذا الحجم وبهذه النوعية من الأخبار الانفرادية.رويت للأستاذ الأنصاري القصة كما حدثت. وعلى الفور، أشاد بهذا الجهد وبتلك التحركات، وقال لي:” عارف يا أحمد..أنا كنت واثق إنك واد جدع، وتحفر في الصخر عشان تحقق ذاتك وتثبت نفسك. ودلوقتي عرفت إن رهاني عليك لم يخسر وظني فيك لم يخيب، وأنا فخور بك يا واد، بس أوعى ياخدك الغرور، استمر فيما تقوم به، وربنا يوفقك”.هذه المكالمة كانت حاسمة بالنسبة لي في هذا التوقيت، فقد أعطتني دفعة معنوية ضخمة، وعرفت بعدها أن الأستاذ الأنصاري كان كالأسد الذي يفرز قطيعه وأشباله، وينتقي منهم الأصلب عودا والأشد قوة لكل مهمة من المهمات التي يقوم بها كقائد لهذا الفريق. وانه يعرف “الضباع” المنتشرة في عرين القطيع والتي تتغذى على الجيف والجثث وبقايا طعام الأشبال، وأن قائد الفريق يعامل هذه النوعية باعتبارهم ضباعاَ تعيش وفقا لفطرتها الخبيثة، بينما يعطي كل دعمه ومساندته للأشبال الواعدة في قطيعه أو فريقه..لا فرق!انتشر خبر الإنفراد على المواقع الإخبارية الناطقة بالعربية، وبعد بثه على النشرة الإنجليزية تلقفته وكالات أنباء عالمية، وفي اليوم التالي نشرته كل الصحف المصرية ونقله التليفزيون المصري والإذاعة وكل المنصات الاعلامية العربية التي لديها اشتراك في نشرة (أ.ش.أ)، لكنني لاحظت أن الخبر نشر منسوبا لمصدر دبلوماسي غربي لا عربي !!استغربت هذا التغيير، وتساءلت: من وضع تلك النقطة ليحول حرف العين الى غين ويتحول المصدر من ( عربي ) الى (غربي) ؟!!بعد ساعتين من اتصاله، اتصلت أنا برئيس التحرير الاستاذ محفوظ الأنصاري لأسأله عن سر تغيير هوية المصدر، وهل تم ذلك بعلمه أم بدون علمه؟!!قال الأنصاري: نعم صحيح، وهي ربما، (خلي بالك من ربما دي)، ربما هي خطأ في الطباعة حين قام الفنيون بنقل الخبر على الواير الخاص بالنشرة، وانه أكتشفه بعد ذلك، ومن رأيه انه لا داعي لنشر تصحيح على الخبر حتى لا يحدث ما وصفه بـ (إضعاف المصداقية) !!والحقيقة، أنني بعد مرور سنوات طويلة منذ بث هذا الخبر، لا زلت أشك في رواية الأنصاري، لأنني أعرف انه بالتأكيد تشاور مع أحدهم وأبلغه بمصدر الخبروهو الدكتور غازي القصيبي سفير السعودية في لندن في ذلك الوقت، وأن الأنصاري تمسك بنشر الانفراد وربما كان الحل الوسط بينهما حتى يتمكن الأنصاري من النشر هو نسبته الى مصدر دبلوماسي غربي لا عربي!!وفي النهاية، كانت هذه هي : حكاية خبروفي الأيام القادمة نستكمل معكم حكايات كثيرة عن أخبار عديدة.. لو كان في العمر بقية.